مُشبِهًا للروض في وشي ألوانه، وتَعمُّم أفنانه، [٢أ] وإشراق أنواره، وابتهاج أنجاده وأغواره، والعقد في التئام وصوله، وانتظام فصوله، سميته بـ "الممتع"، ليكون اسمه وَفق معناه، ومترجمًا عن فحواه١، ووسمته باسم من إن ذكرت العلوم فهو مالك عنانها، وفارس ميدانها، أو ذكرت السماحة فهو تاريخها وعنوانها، وحدقتها وإنسانها، أو عُدَّ المجد الموروث والمكتسب فناهيك به شرفًا سابقًا، وبأوائله فخرًا في فلك المجد سامقًا، الذي بذل جِدَّهُ٢ في نصر هذه الدعوة النبوية، ولم يألُ جهده في عضد هذه الدولة المتوكلية. أدام الله للمسلمين بركتها. فريد دهره، ووحيد عصره، أبو بكر ابن الشيخ الأكرم، العالم العلم، أبي الأصبغ بن صاحب الرد٣. أدام الله علاءهم، وأنار بنجوم السعد سماءهم٤. [٢ب] .
_________
١ في التذكرة: فإنهم وضعوا فيه كتبًا مظلمة المعاني، غير محكمة المباني، لاضطراب ترتيبها، وتداخل تبويبها، فحملني ذلك على أن وضعت كتابًا استوفيت فيه أقسامه، وأحكمت نسقه ونظامه، وعبدت فيه طريق الإيضاح لما أوردته بتبيين السبب والعلة، ومهدت سبيل الإفصاح عما قصدته، بإيراد الحجة التي قامت على صحتها الأدلة. فلما أتيت به فائز القِدح، واري القَدح، مشتملًا على جملته وتفصيله، محتويًا على دقيقه وجليله، سميته بالممتع؛ ليكون اسمه طبقًا لمعناه، منبئًا عن مقتضاه.
٢ الجد: الاجتهاد والجهد.
٣ في حاشية ف بخط آخر: صاحب الرد هو ترجمان السلطان.
٤ ألحق أبو حيان خطبة الكتاب هذه بنسخة "ف"، وختمها بقوله: "هذه الخطبة لم تثبت في كتاب أستاذي أبي جعفر ﵁ وثبتت في بعض النسخ". قلت: وهي ثابتة أيضًا في م، وسقط "ووسمته باسم ... سماءهم" من التذكرة، وجاء فيها بدلًا منه: وهو المسئول -سبحانه- أن يعيننا ويوفقنا لطاعته، ويجعلنا ممن أنضى فيها مطايا استطاعته، بمنه ويُمنه.
1 / 28