मुल्हाक अग़ानी
ملحق الأغاني (أخبار أبي نواس)
अन्वेषक
علي مهنا وسمير جابر
प्रकाशक
دار الفكر للطباعة والنشر
प्रकाशक स्थान
لبنان
لما وصلت الخلافة إلى محمد الأمين وولى الفضل وتفرغ محمد للهو الصيد والنزهة فكان لا يخرج إلا لصيد أو لنزهة فخرج ذات يوم وقد أمر الجند والقواد فركبوا ولبس ثيابه وتقلد سيفه وأعدت الحراقات والزلالات في دجلة فقال له إسماعيل بن صبيح و كان كاتب سره يا أمير المؤمنين إن قوادك وجندك وعامة رعيتك قد خبثت نفوسهم وساءت ظنونهم وكبر عندهم ما يرون من احتجابك عنهم فلو جلست لهم ساعة من نهار فدخلوا عليك فإن في ذلك تسكينا لهم ومراجعة لامالهم فجلس في مجلسه وأذن للناس عامة فدخلوا على مراتبهم ومنازلهم وقام الخطباء فخطبوا والشعراء فأنشدوا فلم يكون أحد منهم يتعدى إلى الاطناب والتطويل إلا أمر بالسكوت ومنع من القول وقام فيمن قام أبو نواس فقال يا أمير المؤمنين هؤلاء الشعراء أهل حجر ومدر وإبل ووصف البعر وبيوت الشعر قد جفت ألفاظهم وغلظت معانيهم ليس لهم بصر بمدح الخلفاء ونشر مكارمهم فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في إنشاده فليفعل فأذن له فأنشده
( ألا دارها بالماء حتى تلينها
فلن تكرم الصبهاء حتى تهينها )
( أغالي بها حتى إذا ما ملكتها
أهنت لإكرام الخليل مصونها )
( وصفراء قبل المزج بيضاء بعده
كأن شعاع الشمس يلقاك دونها )
( ترى العين تستفيك من لمعانها
وتحسر حتى ما تقل جفونها )
( تروغ بنفس المرء عما يسوءه
وتجدله ألا يزال قرينها )
( كأن يواقيتا رواكد حولها
وزرق سنانير تدير عيونها )
( وشمطاء حل الدهر منها بنجوة
دلفت إليها فاستللت جنينها )
पृष्ठ 83