( 6) : عمل الإمام أبي اليقظان بمملكته في ذلك العصر السعيد البعيد عنا بما يزيد على ألف سنة دليل قاطع على التقدم المدني الباهر ، ويقوم الأوربيون في هذا العصر بممالكهم بما يشبه هذا النظام كجمعيات الرفق بالحيوان - إلا أن عملهم لم يتناول في الغالب الرفق بالإنسان العائش في غير أوروبا وأميركا ، فتراهم هناك علنا يؤثرون كلابهم عليه بالإحسان والرفق والعطف إلى حد كبير حتى عاتبهم الشاعر العربي ذو الحس المرهف بقوله :
جمعية الرفق بالسنور والديك ماذا عن الرفق بالإنسان يلهيك
(7) : هذا منتهى الورع والنزاهة والترفع الرفيع من أبي منصور عن أموال الموحدين الأمر الذي قلما تجد له مثيلا في التاريخ . وقد انتقد بعض الأئمة أبا منصور في هذا العمل الصوفي وقالوا إنه بصفته أميرا الأجدر به أن يضم هذه الأموال الوافرة إلى بيت مال المسلمين ليتقوى به ويصرفه في المصالح العامة كالملاجئ والمصانع والمدارس وشراء الأسلحة وما إليها من مقومات الدولة . وليس من الحزم أن يتركه نهبا للذين لا يعرفون له قيمة . ولا شك أنه مال غير منسوب لأفراد معينين من الناس فبيت المال أجدر به وأحق .
पृष्ठ 93