وإن اتهمناهم في شيء أعذرنا إليهم ولا نتركهم يظهرون منكرا بين أيدينا إذا كان عندهم منكرا ديانة . ونمنعهم أن يحدثوا في أيامنا ما لم يكن إلا أن يكون أمرا لا مكروه تحته . وإن خرجوا علينا وهزمناهم فإنا لا نتبع مدبرا ولا نجهز على جريح ، وأموالهم مردودة عليهم إلا ما كان عائدا لبيت المال فإنا نأخذه ونصرفه في وجوهه . ولا نستعمل معهم في ذلك طريقة الزهاد مثل ما فعل أبو منصور سنة 267 مع ابن طولون حين هزمه شر هزيمة بعسكر نفوسة فلم يأخذ أبو منصور ورجاله شيئا من تلك الأموال الوافرة زهدا وتورعا وتركوها لأهل مدينة طرابلس فتوزعوها وانتهبوها . وإن قدرنا عليهم قتلنا منهم كل من قتل أحدا منا بعينه قصاصا . ونسرح سبيل الأسارى ولا نتبع المنهزمين ولا نعترض أحدا منهم إلا من طعن في الدين أو قتل من المسلمين أو دل عليهم فهؤلاء يقتلون إذا قدرنا عليهم إلا من تاب قبل ذلك . ونصلي على قتلاهم وندفنهم ، ونجري المواريث بيننا وبينهم على وجوهها ، والأموال والحرمات على وجوهها ا ه .
पृष्ठ 86