وكان برغش متوقد الذهن عالي الهمة صعب المقادة أبي النفس ، وكان من أشد الناس عداوة للأوروبيين الذين كانت لا تخفى عليه مقاصدهم . وكان واسع العلم بأطوارهم وأحوالهم . ومن بعده لم يبق للعرب من سلطنة في تلك الجزائر الخصيبة والسواحل الطويلة إلا السم ، لأن الأوروبيين - لاسيما الانجليز - التزموا هدم أركان القوة العربية في تلك الديار حتى لا يبقى لهم معارض ولا منازع في استعمارها ، وكما أنهم أوهنوا الأصل الذي هو عمان فقد أسقطوا الفرع الذي هو زنجبار ، لأن كل دولة عربية عزيزة على جانب الأقيانوس الهندي هي قذى في أعينهم ، وخطر على الهند في نظرهم . ويجدون أنهم لا يقدرون أن يعلوا في تلك الديار إلا بسقوط العرب على حد قول القائل :
انتهى ما أردنا ذكره مما كتبه الأمير الأكتب شكيب أرسلان .
पृष्ठ 74