إلى أن قال : ولما مات حزن عليه أهل مذهبه وطلبته ورثاه كثير منهم بمراثي طويلة ، وابنه حتى أبكى الناس العلامة يوجين بن نوح الخ . وفي أيامه استفحل أمر ابن غانية الميورقي الذي سبى ونهب كثيرا من الأقوام والأقاليم واحتل واستحل كثيرا من عواصم أفريقيا الشمالية وحارب الجبل النفوسي مرارا ينهزم مرة وينتصر أخرى وفي إحداها أحرق 12 ألفا من زيتون - جناون - الكائنة بسفح جادو ولكنه على كل حال لم يتمكن من الاستيلاء على الجبل وإنما في آخر غزواته صالحوه إذ أحسوا من أنفسهم الضعف عن مقاومته فدفعوا له مليوني دينار وذلك في سنة 595 ه تقريبا الموافقة لسنة 1198 م وهذا المبلغ وإن يكن غرامة حربية يدفعها المغلوب عادة إلا أنه يصلح أن يكون دليلا لامعا على قوة نفوسة الجبل وثرائهم الواسع إذ لم ينقل أنه أغرم إقليما بمثل هذه الغرامة أو ما يقاربها على كثرة ما كان يفعله من هذا القبيل مع الأمم التي تغلب عليها ، فسبحان من يغير ولا يتغير( 9 ) .
पृष्ठ 58