الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة وغيره من الأئمة مع جملة استطرادية شيقة من أشهر أئمة المذهب الإمام الجليل التابعي المشهور أبو عبيدة مسلم وهو ممن أخذ العلم عن جابر بن زيد وصحار العبدي وجعفر ابن السماك من التابعين . أما الصحابة فقد أدرك جل من أخذ عنهم الإمام جابر واستقى من مناهلهم العذبة رضي الله عنهم وعنه . وقد أخذ عنه وعن ضمام بن السائب كثير من معاصريهما المشهورين أذكر منهم الأئمة الفحول سلمة بن سعد وأبا سفيان محبوب بن الرحيل وعبد الله بن يحيى طالب الحق وأبا حمزة المختار بن عوف وأبا يزيد الخوارزمي والجلندى بن مسعود وأبا الحر الحصين والخيار بن سالم والإمام الفحل الربيع بن حبيب صاحب المسند المعدود بأنه أقدم تأليف في علم الحديث وأيوب بن وائل الحضرمي وغير هؤلاء كثير جدا من الأعلام المتكفل بذكر أكثرهم سير العلامة ضياء الدين أحمد الشماخي وفيهم من خراسان ومصر وغيرهما من الأقطار التي انتشر فيها أتباعهم ومدت رواقها دعوتهم. ولكن اليد السياسية قضت على هذه الدعوة ومحت وجودها من أغلب الأقطار الإسلامية ، نظرا لشدة تمسك أهلها بقواعد الدين الصحيحة والمضي في سبيلها بدون محاباة ولا خضوع إلى قوات المتغلبين بالرغم عن خطب ودهم المتكرر جيلا بعد جيل ومحاولة إرضائهم المرة بعد المرة ظنا من هؤلاء الملوك أن حركة أولئك المؤمنين الصادقين ربما كانت لطلب الدنيا والجاه لا للمطالبة بتطبيق أحكام الله من عدل وشورى وإقامة لشعائر دينه القويم . وهو حق الله والأمة اغتصبه المتغلبون الظالمون وتصرفوا فيه تصرفا لم يراقبوا فيه إلا ما تهواه أنفسهم . ولا تطرف في طلبهم ولا غلوا مطلقا وما دين الإسلام وأحكامه إلا وسط بين الإفراط والتفريط ولا كانت تكاليفه إلا تخفيفا من الأثقال التي كانت تحملها أمم قبلنا حيث كان من ضمن ما يوجبه عليهم دينهم إخراج ربع المال في الزكاة وقرض موضع النجاسة وقتل النفس في التوبة وخمسين صلاة في اليوم والليلة وغير ذلك مما لا يطاق حمله من الشدائد والأهوال .
पृष्ठ 30