============================================================
المقدمة التحقيقية قال: من هم؟ قال: فذكرعبدالله ابن عبدالحكم وجماعة، فأثنىابنعبدالحكم علىعيسى فولاه، فقال ابن عبد الحكم: إنه مقل، فأجرى عليه سبعة دنانير في كل يوم"(1) ثم أعان القاضي على القيام بما يجب عليه، فعينه القاضي ابن المنكدر قائما على البائل يعدل الشهود ويجرحهم، وهذا مقام جليل، وقد قام بحق هذا المقام خير قيام لم يحاب في ذلك أحدا، فأدخل في العدالة من كان من أهلها من لا قدرله ولابيت في اعين كثير من الناس، مثل فلان الحائك وفلان المسلماني، وفلان البياع، فلقيه أبو خليفة ح ميدبن هشام الرعيني(3)، فقال له: يا ابن عبد الحكم! كان الأمر مستورا فهتكته، وأدخلت في الشهادة من ليس ها أهلا فقال له ابن عبد الحكم: إن هذا الأمردين، وإنما فعلت ما يجب علي(ق الطلب البتابع: وفاته علة كانت وفاة عبد الله بن عبد الحكم تقلله على إثرمحنة جرت عليه لم يكن له فيها ذنب، ولكن هي السياسة هكذا تفعل بأهلها فتنقلهم من حال إلى حال.
لم أراد الخليفة المأمون أن يولي أخاه المعتصم إمرة مصر، جاء أصحاب القاضي ابن المنكدر إليه، وقالوا: إن أمير المؤمنين المأمون قدولى أبا إسحاق المغتصم بن الرشيد مصر، وإنا نخافه ونخشى أن يشد على يد أهل العدوان، فاكتب لناكتابا إلى المأمون؛ بانك لا ترضى بولايته، فقال له عبد الله بنعبدالحكم: لا تفعل: لكنه لم يستجب وكتب إلى المأمون، فلتما بلغ الكتاب المأمون أحضر أبا إسحاق المعتصم وقال له: ما الذي فعلت في أهل مصر؟ فقال: ما فعلث فيهم شيئا!! فقال: هذا (1) الكندي، الولاة والقضاة، ص: 433.
(2) حميد بن هشام، الرعيني، هو: ابن خليفة بن زرعة، قال ابن يونس: كان حميد بن هشام عبدا صالحا، وعمر طويلا إلى أن مات في شوال سنة: 249ف ابن حجر، رفع الاصر: 296/7..
(3) ابن حجر، رفع الاصر: 296/1. وقد ذكر الحافظ هذه القصة، وتمامها: فقال أبو خليفة: أسأل الله ألا يبلقك الشهادة أنت ولا أحد من ولدك. ثم قال الحافظ ابن حجر: حكى ذلك ابن قديد، وزاد، فكان الأمر كذلك، لقد بلغ هو وولده بالبلد ما لم يبلغه أحد، ما قبلت لأحد منهم شهادة قط. العسقلاني، لسان الميزان: 277/6.
पृष्ठ 41