============================================================
الختصر الكبيرلابن عبد العكم بغداد، فأكرم مثواه وبالغ الغاية في بره، وعنده مات"(1) و قال الشيرازي: "يقال إنه دفع إلى الإمام الشافعي ألف دينار من ماله، وأخذله من ابن عسامة(3) التاجر ألف دينار، ومن رجلين آخرين ألف دينار"(2) قد ذاع صيت الامام الشافعي تخلله قبل عجيئه إلى مصر، وانتشر عنه تقلله الانتصار لمذاهب أهل الحجاز، والانتصار لقول شيخه مالك بن أنس، والردعلى مذهب العراقيين، ولذا فقد كان معظما عند المالكية، فلا ريب إذا أن يحتفي به عبد الله بن عبد الحكم، وأن تقوم بينه وبين الشافعي علاقة خاصة.
قال الذهبي: "وكان يحرض ولده محمد بن عبد الله على ملازمة الشافعي"(4) ققت: وكان شيوخ الوقت من المالكية ينكرون عليه؛ اجتعموا إليه يوما فقالوا: يا ابا محمد! إن محمدا انقطع إلى هذا الرجل - يعنون الشافعي - ويتردد إليه، فيرى الناس ان هذا رغبة عن مذهب أصحابه، قال يحتدبن عبد الحكم: فجعل أبي يلاطفهم، فيقول: هو حدث، وهو يحب النظر في اختلاف أقاويل الناس ومعرفة ذلك، ويقول في السر: يابني!! الزم هذا الرجل، فإنه عسى أن تخرج يوما من هذا البلد، فتقول: قال ابن () القاسم، فيقال لك: من ابن القاسم؟(5 كما كان عبد الله يثني على الشافعي ثناء عاطرا، قال عبد الرحمن بن عبد الله بن (1) القضي عباض، ترتيب المدارك: 365/3.
(2) لم أنف له على ترجمته.
(3) الشيرازي، طبقات الفقهاء ص151 (4) الذهبي، سير أعلام النبلاء: 222/10.
(5) وفي رواية: أنه قال له: يا بني عليك بالشافعي، فإنك لو جاوزت هذا البلد فتكلمت في مألة فقلت فيها: قالأشهب، قيل لك: ومن أشهب؟ قال محمد: فلزمت الشافعي، ومازال كلام، الشيخ في قلبي، حتى خرجت إلى العراق، فكلمني القاضي يحضرة جلسائه في مسألة، فقلت فيها: قال أشهب عن مالك، فقال: ومن أشهب!!؟ وأقبل على جلسائه !!. ابن الصلاح، عثمان بن عبد الرحمن، ت: 577ه طيقات الفقهاء الشافعية، دار البشائر الاسلامية، بيروت، ط: 1 1413ه -1992م: 193/7. البهقي، مناقب الشافعي: 342/2. القاضي عياض، ترتيب المدارك: 151/4: .
पृष्ठ 32