अल-मुहतासार फ़ि अहबार अल-बसार
المختصر في أخبار البشر
प्रकाशक
المطبعة الحسينية المصرية
संस्करण संख्या
الأولى
शैलियों
इतिहास
الله بن أبي؟ فقال: وماذا قال: فأخبره رسول الله بمقاله. فقال أسيد: أنت والله تخرجه إن شئت، أنت العزيز وهو الذليل، وبلغ ابن عبد الله المنافق، واسمه أيضًا عبد الله وكان حسن الإسلام، مقال أبيه، فقال يا رسول الله: بلغني أنك تريد قتل أبي، فإن كنت فاعلًا فمرني، فأنا أحمل إليك رأسه، فقال رسول الله ﷺ: بل ترفق به وتحسن صحبته.
قصة الإفك ولما رجع رسول الله ﷺ من هذه الغزوة، وكان ببعض الطريق، قال أهل الإفك ما قالوا: وهم مسطح بن إثاثة بن عباد بن عبد المطلب، وهو ابن خالة أبي بكر، وحسان بن ثابت، وعبد الله بن أبي بن أبي سلول الخزرجي المنافق، وأم حسنة ابنة جحش فرموا عائشة بالإفك مع صفوان بن المعطل، وكان صاحب الناقة، فلما نزلت براءتها، جلدهم رسول الله ﷺ ثمانين ثمانين إلا عبد الله بن أبي فإنه لم يجلده.
من الأشراف للمسعودي، وفي هذه الغزوة، أعني غزوة بني المصطلق نزلت آية التيمم.
عمرة الحديبية
وهي أن رسول الله ﷺ خرج من المدينة في ذي القعدة، سنة ست، معتمرًا لا يريد حربًا بالمهاجرين والأنصار في ألف وأربعمائة، وساق الهدي وأحرم بالعمرة، وسار حتى وصل إِلى ثنية المرار مهبط الحديبية أسفل مكة، وأمر بالنزول فقالوا: لينزل على غير ماء، فأعطى رجلًا سهمًا من كنانته، وغرره في بعض تلك القلب في جوفه، فجاش حتى ضرب الناس عنه، وهذا من مشاهير معجزاته ﷺ، فبعث قريش عروة بن مسعود الثقفي، وهو سيد أهل الطائف، فأتى رسول الله ﷺ وقال: إِنّ قريشًا لبسوا جلود النمور، وعاهدوا الله أن لا تدخل عليهم مكة عنوة أبدًا. ثم جعل عروة يتناول لحية رسول الله وهو يكلمه، والمغيرة بن شعبة واقف على رأس رسول الله ﷺ فجعل يقرع يده ويقول: كف يدك عن وجه رسول الله ﷺ قبل أن لا ترجع إِليك. فقال له عروة: ما أفظك وأغلظك فتبسم رسول الله ﷺ ثم قام عروة، من عند رسول الله ﷺ وهو يرى ما يصنع أصحابه لا يتوضأ إِلا ابتدروا وضوءه ولا يبصق إِلا ابتدروا بصاقه، ولا يسقط من شعره شيء إِلا أخذوه، ورجع إِلى قريش وقال لهم: أني جئت: كسرى وقيصر في ملكهما، فوالله ما رأيت ملكًا في قومه مثل محمد في أصحابه، ثم إن رسول الله ﷺ دعا عمر بن الخطاب ليبعثه إِلى قريش، ليعلمهم بأنّ رسول الله ﷺ لم يأت لحرب، فقال عمر: أني أخاف قريشًا لغلظي عليهم، وعدواتي لهم، فبعث رسول الله عثمان بن عفان إِلى أبي سفيان وأشراف قريش، أنه لم يأت لحرب، إنما جاء زائرًا ومعظمًا لهذا البيت، فلما وصل إِليهم عثمان
1 / 138