270

मुख्तसर अजाइब अल-दुनिया

مختصر عجائب الدنيا

** وفي تأخير الوعد :

** ومما حكي عن عبد الملك :

وكان قدم له قوس شديد القوس (1) فطلب وجوه قومه وشدادهم (2) ليمدوه ، فلم يقدر منهم أحد يمده.

فدخل خالد العبسي ، وكان رجلا شديدا فأخذ القوس وقاوى نفسه ليجذبه فضرط من قوة القوس ، فكاد يموت من الخجل. قال : فأمر له عبد الملك بأربعين ألف درهم وكان الأخطل الشاعر حاضرا ، فأنشد بديها :

أيضرط خالدا من مد قوس

فيعطيه الأمير بها نذور

قال : فضحك عبد الملك وأمر له بأربعة آلاف درهم.

** ومما وقع للحجاج من اعتماد الظلم :

قال : عزم الحجاج على الحج ، فخطب الناس ، فقال في خطبته : إني قد استخلفت عليكم محمدا أخي وليس له رغبة فيكم لأنكم لستم تستأهلوه ، وقد أوصيته فيكم يا أهل العراق خلاف وصية رسول الله بالأنصار ، فإنه وصى أن يقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم ، وقد أوصيته أن لا يقبل من محسنكم ولا يتجاوز عن مسيئكم ، أما إنه إذا وليت عنكم داهية تقولوا : لا أحسن الله له ، ولا ألقاه في طريقه خيرا ، ولا أرانا وجهه ، وإني معجل لكم جواب مقالكم قبل أن تقولوه ، لا أحسن الله إليكم ، ولا أعقبكم خيرا وستعلمون ما يحل بكم عند عودي إليكم. ثم نزل عن المنبر ، فانصرف الناس منه على وجل.

पृष्ठ 279