मुख्तारत क़िसासिय्या ली युकियो मिशिमा
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
शैलियों
مر الوقت ولم يكن إبعاد الزوج لجسده بسبب بلوغه الملل، ولكن السبب الأول هو خوفه من إبادة القوة اللازمة لبقر بطنه. والسبب الآخر هو خوفه من ضياع الذكرى الأخيرة الجميلة المذاق؛ بسبب الشره والإفراط في الجشع.
عندما أبعد الزوج جسده بوضوح، وكما هي عادتها دائما، استجابت ريكو لذلك بلا مقاومة. ظل الاثنان كما هما عاريين نائمين على ظهريهما، ينظران بصمت إلى سقف الغرفة وقد شبكا أصابع يديهما. وجف العرق سريعا، ولكن بسبب حرارة المدفأة لم يحسا بأي برودة. هذا الوقت من الليل هادئ تماما، حتى صوت السيارات انقطع تماما، صوت مترو البلدية، والمترو الحكومي بجوار محطة يوتسويا يتردد صداه فقط في المنطقة الداخلية من خندق القصر الإمبراطوري، ولكن تحجبه غابة أشجار الحديقة المواجهة للطريق الواسعة أمام قصر ولي العهد في أكاساكا، فلا يصل إلى هنا. في تلك الرقعة من طوكيو يبدو شعور التأزم بسبب المواجهة بين شطري الجيش الإمبراطوري الذي انقسم على نفسه، وكأنه كذب.
يتذكر الاثنان وهما يحسان بالحرارة الداخلية المتوهجة لجسديهما، المتعة اللانهائية التي تذوقاها معا منذ لحظات. يفكران في حلاوة كل لقطة من اللقطات المذهلة، طعم تلك القبلات التي لا تنتهي لحظة بلحظة، شعور تلامس البشرة.
ولكن كان وجه الموت القابع في ألواح السقف المظلم يختلس النظر إليهما بالفعل؛ فتلك السعادة هي الأخيرة، ولن تعود لهذا الجسد مرة أخرى. ولكن عند التفكير وإمعان النظر، فحتى لو طال العمر أبعد من ذلك، فتقريبا من المؤكد أنهما لن يصلا إلى تحقيق السعادة بهذه الدرجة مرة ثانية، وذلك ما يؤمن به كلاهما.
أخيرا فقدا هذه المرة إحساس لمسة أصابعهما المتشابكة. حتى أشكال عروق ألواح السقف الخشبية التي ينظران إليها الآن، فقداها في النهاية. لقد شعرا أن الموت قد بدأ يحتك رويدا رويدا بجسديهما. لا يجب إضاعة الوقت. يجب إيقاظ الشجاعة والعزيمة، والتوجه من تلقاء نفسيهما تجاه ذلك الموت والإمساك به.
قال الزوج: «حسنا، لنبدأ الاستعدادات.»
من المؤكد أن نبرة صوته كانت حاسمة وقوية، ولكن ريكو لم يسبق لها أن سمعت صوت زوجها بهذه الدرجة من الحرارة والوداعة والحنان.
بعد أن قاما من الفراش كان ينتظرهما الكثير من العمل والاستعدادات.
كان الزوج لم يقم من قبل حتى هذه اللحظة بالمساعدة في رفع الفراش أو تجهيزه ولو مرة واحدة؛ إلا أنه فتح الخزانة بحيوية ونشاط، وحمل الفراش بيده ووضعه فيها.
ثم أطفأت ريكو مدفئة الغاز، وأبعدت المصباح. كانت ريكو أثناء غياب زوجها عن المنزل قد أنهت بالفعل ترتيب هذه الغرفة، وجعلتها نظيفة وجميلة، وفيما عدا إزاحة الطاولة المصنوعة من خشب الورد إلى أحد أركان الغرفة، كان الغرفة الكبيرة ذات ثمانية القطع من حصير التاتامي، لا تختلف كثيرا عن منظرها المعتاد كغرفة ضيوف مخصصة لاستقبال الضيوف المهمين. - «لقد شربنا معا كثيرا في هذه الغرفة، مع كانو وهوما وياماغوتشي.» - «بالفعل، شربتم كثيرا.» - «سنقابلهم في القريب العاجل في العالم السفلي. عندما يرون أنني قد جئت بك معي بالتأكيد سيسخرون مني.»
अज्ञात पृष्ठ