मुख्तारत क़िसासिय्या ली युकियो मिशिमा
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
शैलियों
2
أولئك الذين شاهدوا فقط صورة العروسين، وكذلك بالطبع الذين حضروا حفل العرس، تهامسوا بكلمات الإعجاب لشدة جمال العروس ووسامة العريس. بدا الزوج مهيبا في الزي العسكري حاميا عروسه، يضع يده اليمنى على سيف الجيش، ويحمل بيده اليسرى قبعته العسكرية التي خلعها. وتوضح بحق تعبيرات الشهامة على ملامح وجهه الحاسمة، بدءا من الحواجب القاتمة، والعينين المفتوحتين جيدا، فضلا عن سريرته النقية وصفاء قلبه. وأما جمال العروس في رداء العرس الأبيض؛ فلم يكن له مثيل. فقد عكست العيون المستديرة الجذابة تحت الحواجب الحنونة، والأنف الجميل النحيل، والشفاه المكتنزة، الأصل السامي والحس الراقي. وتبدو أطراف الأصابع التي تظهر خلسة من أكمام الرداء ممسكة بالمهفة، والتي تضعها مضمومة بنعومة، تبدو مثل برعم زهرة مجد الصباح.
بعد انتحارهما، كان الناس كثيرا ما يخرجون هذه الصورة ويتأملونها، ويعربون عن حزنهم من أن ارتباط مثل هذين العروسين اللذين لا يشوب حسنهما شائبة يكون أحيانا نذير شؤم. عند النظر للأمر بعد حدوثه، يبدو بشكل ما كما لو أن العروسين، الواقفين أمام الساتر الذهبي، يحدقان كليهما بتساو بعيون صافية لا ترنو إلى الموت، الذي يبدو مستشرفا وكأنه ماثل بقربهما.
سكن الاثنان بيتا جديدا في منطقة أوباتشو بحي يوتسويا بعد أن توسط عرابهما الفريق أوزيكي لهما. ورغم قولنا «بيت جديد»؛ فلم يزد عن كونه منزلا قديما بالإيجار بحديقة صغيرة، به ثلاث غرف؛ ولأن الغرفتين في الطابق السفلي لا تدخلهما الشمس فقد استخدما غرفة النوم الكبيرة في الطابق العلوي كغرفة استقبال للضيوف، ولم تكن توجد لديهما خادمة؛ لذا كانت ريكو وحدها هي التي تحرس المنزل في غياب زوجها.
وتم الاستغناء عن رحلة شهر العسل بسبب حالة الطوارئ التي يمر بها الوطن. ولذا قضيا أول ليلة بعد الزواج في منزلهما هذا. ليلتها قبل الدخول إلى فراش النوم، وضع شينجي سيفه العسكري أمام ركبتيه. وكعسكري منضبط ألقى تنبيهاته، من تصبح زوجة لرجل عسكري، لا بد لها أن تتوقع وتتقبل موته في أي وقت. يمكن أن يكون ذلك غدا، ويمكن أن يكون بعد غد. ولكن بغض النظر عن موعده، إذا جاء الموت، سألها: هل هي على استعداد لتقبل ذلك دون اضطراب؟ وقفت ريكو على قدميها، وفتحت درج الخزانة، وأخرجت منه أهم ما تعتني به من جهاز العروس، وهو الخنجر الذي أعطته لها أمها، ووضعته وهي صامتة أمام ركبتيها كما فعل زوجها. وبهذه الطريقة تحقق التفاهم الصامت بينهما بشكل كامل، ولم يحاول الزوج بعد ذلك التأكد من استعداد زوجته هذه مرة أخرى.
بعد مرور أشهر قليلة على الزواج، نضج جمال ريكو ليكون أكثر لمعانا وأكثر وضوحا مثل القمر بعد زوال الأمطار.
ولأنهما كانا يمتلكان جسدين يمتلآن حيوية وشبابا، فقد كانت المعاشرة الزوجية بينهما ملتهبة، لا تقع في الليل فقط. بل في كثير من الأحيان كان الزوج لا يصبر حتى على خلع ملابسه العسكرية المتسخة بالأتربة والطين؛ بسبب التدريبات العسكرية، فيدفع زوجته إلى الأرض بمجرد عودته إلى المنزل. وكانت ريكو كذلك تتجاوب معه بحماس. بعد مرور حوالي شهر أو أقل على الليلة الأولى لزواجهما عرفت ريكو معنى اللذة، وسعد زوجها كذلك عندما عرف ذلك.
جسد ريكو أبيض وقور؛ فالثدي النافر مع ما يظهره من رفض طاهر وقوي للغاية، بمجرد أن يستقبلك لمرة، يفيض بحرارة كعش طير هادئ. كانا في الفراش، في منتهى الجدية والصرامة لدرجة مرعبة. جديان وسط الفعل الفاضح الذي يتزايد صخبا وعنفا.
كان الزوج يفكر في زوجته في أوقات الراحة القليلة التي يحصل عليها بين تدريبات النهار، وكذلك كانت ريكو تتبع ظل وجه زوجها طوال اليوم. ولكنها حتى عندما تكون بمفردها، كانت تتأكد من سعادتها عندما تتأمل صورة الزفاف. لم تكن ريكو تشعر بأي غرابة إطلاقا في أن رجلا كان منذ أشهر قليلة مضت لا يزيد عن كونه مجرد عابر سبيل، يصبح شمس كونها كله.
فهذا كله من الأخلاق الحميدة، ويحقق تعاليم «توافق الزوجين» المذكورة في الإرشادات التربوية لجلالة الإمبراطور. فلم يسبق لها أن ردت كلمة لزوجها ولو مرة واحدة، وكذلك لم يجد الزوج أي سبب ولو ضئيلا لتوبيخ زوجته. في الطابق السفلي، يزين المذبح المقدس صورة لجلالة الإمبراطور وجلالة الإمبراطورة مع لوحة لمعبد كوتاي. ويوميا قبل الذهاب إلى العمل يحني الزوج وزوجته معه رأسيهما بعمق أمام المذبح المقدس. ويتم تغيير ماء القربان كل صباح، ودائما ما تكون أغصان شجرة «الساكاكي» خضراء وجديدة؛ فكل هذا العالم محمي بسلطة الإله المهيبة، بل وتفيض في جميع جوانبه سعادة تجعل الجسد يقشعر.
अज्ञात पृष्ठ