मुख्तारत क़िसासिय्या ली युकियो मिशिमा
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
शैलियों
لقد تمنى رؤية وجه المحظية مرة أخرى بطريقة ما، لكنه كان يخشى عند لقاء ذلك الوجه الذي صار مثل زهرة لوتس عملاقة، أن ينهار دون أن يترك أثرا. إن انهياره بالتأكيد سينقذ الراهب العظيم. أجل، هذه المرة بالتأكيد تتحقق له النيرفانا، وهذا بالضبط ما يخشاه.
لقد وصل هذا الحب المفعم بالوحدة أخيرا إلى خداع الذات بنسج شبكة عجيبة من الحيل، وعندما انتهى أخيرا إلى اتخاذ قرار الذهاب لمقابلة المحظية، أحس الراهب أن المرض العضال الذي كان يحرق جسده قد شفي تقريبا، كانت فرحته هائلة عند اتخاذ القرار، لدرجة أن الراهب نفسه اعتقد خطأ أنها فرحة النجاة من قيود ذلك الحب.
5
لم يجد أحد من الذين شاهدوا راهبا عجوزا بائسا يتكئ على عصا، ويقف بصمت في ركن من أركان حديقة القصر الإمبراطوري للمحظية في ذلك، أي شيء غريب؛ فلم يكن مشهد وقوف المتسولين والرهبان البوذيين أثناء جمعهم للصدقات داخل حدائق منازل النبلاء والكبراء بالأمر النادر.
أبلغت إحدى خادمات القصر ذلك الأمر إلى محظية الإمبراطور. نظرت محظية الإمبراطور بتوجس من خلال ستائر الخيزران. هناك خلف ظلال أوراق الشجر اليافعة كان الراهب العجوز الذي خارت قواه يقف محني الرأس. ظلت المحظية تنظر إليه فترة من الوقت، وعندما أدركت بدون أي شك أنه هو الراهب الذي قابلته على ضفاف البحيرة في شيغا، لم تستطع أن تمنع وجهها من أن يتحول لونه إلى الشحوب.
وقعت المحظية في حالة من الحيرة والتردد، لم تعرف ما القرار المحتم اتخاذه؛ ولذا أمرت بتركه وشأنه كما هو. تلقت الخادمة الأمر واستجابت له.
تولد القلق في قلب المحظية. هذا القلق تولد الآن لأول مرة في قلبها.
كانت قد شهدت حتى الآن العديد من الناس الذين قد تخلوا عن متع هذه الدنيا، ولكنها لأول مرة ترى شخصا يترك الآخرة وراء ظهره ويأتيها، كان أمرا مشئوما ومرعبا بشكل يفوق الوصف. لقد فقدت هذه السيدة النبيلة السعادة التي كان خيالها يرسمها لها مع حب الراهب. وبفرض أن الراهب العظيم قد تنازل لها عن الحياة الآخرة، فإن الحياة الآخرة تلك لن تكون من نصيبها بلا مقابل.
نظرت محظية الإمبراطور إلى ملابسها الفخمة ويديها الجميلة، ثم نظرت إلى الراهب الواقف بلا حراك في الحديقة بعيدا، ملامح وجهه التي قبحها الهرم وملابسه الرثة المبتلة. هذه الرابطة بينهما كان لها سحر جهنمي، ولكن ذلك لم يكن مثل الحلم الرائع الذي حلمت به، ظهر لها الراهب العظيم وكأنه شخص جاء من الجحيم، اختفت تماما هالة الرجل الفاضل رفيع الخلق، التي كانت تصدر من خلفه أشعة الأرض الطاهرة المتألقة، ذهبت عنه كل الأشعة والأنوار التي تدعو إلى الأذهان مجد الأرض الطاهرة. بالتأكيد وبدون أي شك، إنه هو نفس الرجل الذي رأته على ضفاف بحيرة شيغا، ولكنه كان في نفس الوقت يبدو وكأنه شخص مختلف تماما.
كانت محظية الإمبراطور، كعادة شخصيات البلاط الإمبراطوري، تميل إلى الحذر من انفعالاتها العاطفية. كانت تفعل ذلك دائما عندما تأتي أمامها أشياء تضطرها إلى التأثر والانفعال، حتى بعد أن رأت البرهان على حب الراهب لها لهذه الدرجة، شعرت بخيبة أمل أن يأخذ الحب الأسمى الذي رأته في أحلامها طويلا، تلك الهيئة المتواضعة للغاية.
अज्ञात पृष्ठ