रयूनोसुके अकुतागावा के लिए मुख्तारत किससिया
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
शैलियों
وأمام غضب أوسوزو هذا، بكت أويوشي وبكى ابنها وذرفا الدموع معا، ولم يكن أمامهما إلا الاعتذار بجد واجتهاد، وكانت الممرضة كونو هي دائما من يقوم بدور الوسيط بينهم، كانت كونو تجتهد في رد وإبعاد أوسوزو التي احتقن وجهها للخلف وهي تتخيل مشاعر إنسان آخر، مشاعر غنكاكو وهو يسمع ذلك العراك، فتبتسم في سرها ابتسامة ازدراء، وبالطبع لم تظهر ذلك السلوك على وجهها أبدا.
ولكن لم يكن عراك الأطفال هو الوحيد الذي يعكر صفو وهدوء تلك العائلة، فمع الوقت أثار وجود أويوشي مشاعر الغيرة في قلب أوتوري التي ظن الجميع أنها قد يئست تماما من كل شيء، وفي الواقع لم تنبس أوتوري بكلمة كراهية أو غضب تجاه أويوشي نفسها مطلقا (ولم تفعل هذا أيضا عندما كانت أويوشي تقيم في غرفة الخدم منذ خمس أو ست سنوات)، ولكنها كانت تصب غضبها على جوكيتشي الذي ليس له أي ذنب، وبالتأكيد لم يأبه جوكيتشي بذلك بتاتا، وكانت أوسوزو تشعر بالأسى له، فتعتذر له من حين لآخر بدلا من أمها، ولكنه كان في العادة يبتسم ابتسامة مصطنعة ويغير مجرى الحديث بقوله: «ستكون ورطة لو أصبحت أنت أيضا في حالة هيستيرية.»
اهتمت كونو أيضا بغيرة أوتوري، بالطبع لم تتفهم مشاعر الغيرة التي أصابت أوتوري فقط، بل وتفهمت أيضا أن تصب جام غضبها على جوكيتشي، ليس هذا فقط، بل لقد بدأت تشعر بالغيرة تجاه جوكيتشي وزوجته دون أن تنتبه هي نفسها. كانت أوسوزو بالنسبة لها «الأميرة الجميلة»، ولكن لا شك أن جوكيتشي رجل صنع ليكون إنسانا عاديا، ولكنه بالتأكيد كان ذكرا يستحق احتقارها. بدت سعادة الزوجين لها غير عادلة، ومن أجل تقويم عدم العدالة (!)
3
تلك، أظهرت حميمية وهي تتعامل مع جوكيتشي، وربما كان ذلك لا يعني أي شيء لجوكيتشي، ولكنها كانت أعظم الفرص لإغضاب أوتوري أكثر. كانت أوتوري تسأل جوكيتشي بنبرة مسمومة وهي تظهر رضفة ركبتها: «هل أنت يا جوكيتشي غير راض بابنتي لأنها ابنة امرأة قعيدة؟»
ولكن لم تبد أوسوزو شكوكا تجاه جوكيتشي بسبب ذلك. كلا، بل في الواقع بدا أنها بالشفقة تجاه كونو نفسها، لم تشعر كونو بالسخط فقط تجاه أوسوزو، بل شعرت باحتقار أوسوزو الطيبة احتقارا أشد، ولكنها كانت تستمتع بتجنب جوكيتشي لها. ليس هذا فقط، بل على العكس بدأت تشعر بالجاذبية نحو جوكيتشي كرجل كلما تجنبها. في البداية كان لا يبالي بالتعري تماما في الجانب المطل على المطبخ عند دخوله للاستحمام حتى في وجود كونو هناك، ولكنه أصبح مؤخرا يحرص على ألا تراه في تلك الحالة بتاتا، ولا شك أن سبب ذلك هو خجله من جسمه النحيف الذي يشبه ديكا نتف ريشه كله، عندما تراه في تلك الحالة (حتى وجهه، كان ممتلئا بالبثور) تسخر منه في سرها قائلة ترى هل يظن بشكله هذا أن تقع في غرامه امرأة أخرى غير أوسوزو؟!
في صباح غائم وبارد، وضعت كونو مرآة في غرفة مدخل البيت الضيقة التي أصبحت غرفتها الخاصة، وأعادت تسريح شعر رأسها الذي كانت تشده كله للخلف فترة طويلة، وتصادف أنه كان اليوم السابق لليوم الذي قررت فيه أويوشي العودة أخيرا إلى قريتها، وبدا أن رحيل أويوشي عن هذا البيت أسعد الزوجين جوكيتشي وأوسوزو. ولكن، على العكس بدا أنه زاد من غضب وحقد أوتوري. عندما سمعت وهي تسرح شعر رأسها صياح أوتوري ذات النبرة العالية، تذكرت ما حكته لها صديقة في إحدى المرات، أنها أثناء إقامتها في باريس وقعت في براثن مرض الحنين الشديد للوطن، وانتهزت فرصة عودة أحد أصدقاء زوجها إلى اليابان، فقررت ركوب الباخرة معه، وعلى غير المتوقع لم يسبب لها السفر الطويل عبر البحر معاناة، ولكن عندما وصلت الباخرة إلى خليج كيشو في اليابان، حتى أصيبت المرأة بالهياج المفاجئ وألقت بنفسها في البحر، فعلى العكس كلما اقتربت من اليابان، زادت حدة مرض الحنين للوطن سوءا. مسحت كونو يديها من الزيت في هدوء، وفكرت أن غيرة أوتوري القعيدة بالطبع، وغيرتها هي لهما نفس تلك القوة السحرية العجيبة.
تردد صوت أوسوزو من حافة حديقة البيت المطلة على الغرفة المنفصلة وهي تقول: «ماذا حدث لك يا أمي؟ لماذا زحفت للقدوم حتى هنا، ما أفعل معك؟! يا سيدة كونو من فضلك تعالي هنا قليلا.»
عندما سمعت كونو ذلك الصوت، تسربت منها لأول مرة ابتسامة نشوة تجاه نفسها داخل المرآة المصقولة بعناية تامة، ثم بعد ذلك أجابت بنبرة وكأنها فوجئت: «حاضر، سآتي على الفور.»
5
अज्ञात पृष्ठ