मुख़्तारात मिन क़िसस क़सीरा
مختارات من القصص القصيرة
शैलियों
قاطعها الغريب مجددا بابتسامته الهادئة الجادة: «كل ما يحتاجه المرء. هذا أمر معروف.»
عاودت السيدة بنيتشيري الحديث قائلة: «عادة ما أتقاضى أربعة جنيهات أسبوعيا لقاء هذه الغرفة. أما بالنسبة إليك ...» ثم فجأة غشي صوتها دون دراية منها نبرة كرم بالغ وأضافت: «فلأن أحدا قد أوصى لك بهذا النزل، فلنقل إن إيجارها سيكون ثلاثة جنيهات وعشرة شلنات.»
رد الغريب: «سيدتي العزيزة، هذا كرم منك. كما خمنت، أنا لست رجلا ثريا. وإذا لم يعد ذلك إثقالا عليك، فإني أقبل هذا الإيجار المخفض بكل امتنان.»
مرة أخرى ألقت السيدة بنيتشيري، التي تألف جيدا الأسلوب الساخر، نظرة متشككة على الغريب، لكنها لم تجد في ذاك الوجه الصبوح الصافي أيا مما قد يعبر ولو للحظة عن سخرية. حقا كان وجهه بسيطا مثل طبعه. «الغاز، بالطبع، له حساب منفصل.»
وافقها الغريب قائلا: «بالطبع.» «أما الفحم ...»
للمرة الثالثة قاطعها الغريب قائلا: «لن نختلف. لقد كنت في غاية اللطف معي حتى الآن. وأشعر، يا سيدة بنيتشيري، أن في وسعي أن أعهد نفسي إلى رعايتك بكل اطمئنان.»
بدا الغريب يتوق إلى الانفراد بنفسه. فتوجهت السيدة بنيتشيري نحو الباب مغادرة بعدما أوقدت المدفأة. لكن تلك اللحظة شهدت تطورا غير متوقع، فقد بدر من السيدة بنيتشيري، المعروفة بسجل لا تشوبه شائبة من رجاحة العقل، سلوك كانت قبل خمس دقائق فحسب تظن هي نفسها استحالة صدوره عنها؛ سلوك لن يصدقه كائن حي عرفها من قبل، حتى وإن جثت على ركبتيها وأقسمت له على حدوثه.
إذ سألت الغريب ويدها على مقبض الباب: «لقد طلبت منك ثلاثة جنيهات وعشرة شلنات، أليس كذلك؟» كانت تتحدث بضيق. وكانت تشعر باستياء من الغريب ومن نفسها، وخاصة من نفسها.
رد الغريب: «لقد بلغت من الكرم حد تخفيضه إلى ذلك القدر، لكن إذا وجدت بعد تفكير أنك لن تقدري على ...»
قاطعته السيدة بنيتشيري بقولها: «لقد ارتكبت خطأ؛ كان علي أن أخبرك أن الإيجار جنيهان وعشرة شلنات.»
अज्ञात पृष्ठ