मुख़्तारात मिन क़िसस क़सीरा
مختارات من القصص القصيرة
शैलियों
قال نيكولاس: «وإذا رغب في الزواج منك، فهل ستتزوجينه، أيا كانت الروح القابعة داخل جسده؟»
كررت كريستينا مجيبة: «أحبه. لا أستطيع التوقف عن حبه.»
جلس نيكولاس العجوز وحده بجوار النيران التي أوشكت أن تخمد . وتساءل في نفسه: أيهما يمثل جوهر الرجل، روحه أم جسده؟ ولم تكن الإجابة بالبساطة التي اعتقدها.
تمتم نيكولاس محدثا النيران المحتضرة: «كريستينا أحبت يان، عندما كانت روحه في جسده. وهي لا تزال تحبه على الرغم من أن روح نيكولاس سنايدرز قد انتقلت إليه. عندما سألتها هل بوسعها أن تحبني، قرأت الذعر في عينيها، على الرغم من أن روح يان تسكن الآن بداخلي؛ وقد استشعرت كريستينا وجودها. لا بد إذن أن جسد يان هو جوهر يان الحقيقي، وجسد نيكولاس هو جوهر نيكولاس الحقيقي. إذا انتقلت روح كريستينا إلى جسد السيدة تولاست، فهل ينبغي علي حينئذ الابتعاد عن كريستينا، عن شعرها الذهبي، وعينيها العميقتين، وشفتيها الجذابتين، كي أشتهي جسد السيدة تولاست الضامر المتغضن؟ لا، سيظل النفور ينتابني عند التفكير بها. رغم أنني لم أكن أمقتها عندما كانت روح نيكولاس سنايدرز بداخلي، وطوال ذلك الوقت لم تهمني كريستينا البتة. لا بد أننا نحب بأرواحنا إذن، لولا ذلك لظل يان يحب كريستينا ولظللت أنا نيك البخيل. لكن ها أنا ذا أحب كريستينا وأستغل عقل نيكولاس سنايدرز وذهبه لإحباط جميع مخططاته، وأمارس جميع الأفعال التي أعرف أنها ستثير غضبه عندما يعود إلى جسده؛ وعلى النقيض من ذلك، لم يعد يان يعبأ بكريستينا، وسوف يتزوج السيدة تولاست لما تملك من أراض شاسعة وطواحين عديدة. لا شك أن الروح هي الجوهر الحقيقي للإنسان. إذن، أمن المفترض أن تسعدني فكرة الرجوع إلى جسدي، عالما أنني سأستطيع حينها الزواج من كريستينا؟ لكني لست سعيدا؛ بل أشعر بتعاسة لا حد لها. فأنا، نيكولاس، لن أنتقل مع روح يان، أشعر بذلك؛ بل إن روحي، روح نيكولاس، سوف تعود إلي. وسأصبح مجددا ذلك العجوز البخيل القاسي الغليظ القلب الذي كنته قبلا، باستثناء أني سأكون فقيرا ولا حول لي ولا قوة. سوف يسخر الناس مني، وسوف ألعنهم، لكني سأعجز عن إيذائهم. وحتى السيدة تولاست لن ترغب في عندما تعرف كل شيء. ومع ذلك، لا بد أن أنفذ تلك الخطة. طالما أن روح يان تسكن جسدي، فسأظل أحب كريستينا أكثر مما أحب نفسي. لا بد أن أفعل ذلك لأجل خاطرها. أنا أحبها، ولا أستطيع التوقف عن حبها.»
نهض نيكولاس العجوز، وأخرج القنينة الفضية المتقنة الصنع، من حيث خبأها قبل شهر.
ثم قال متأملا، بينما يرج برفق القنينة بجوار أذنه: «لم يتبق بها سوى ملء كأسين.» ووضعها على المكتب أمامه، ثم فتح سجل الحسابات الأخضر القديم من جديد، فكان لا يزال أمامه عمل لا بد من إنجازه.
أيقظ كريستينا مبكرا. وقال لها آمرا: «خذي تلك الخطابات، يا كريستينا.» ثم أضاف: «عندما تسلمينها كلها، وليس قبل ذلك، اذهبي إلى يان، وأخبريه أنني أرغب في مقابلته هنا لمناقشة أمر عاجل يتعلق بالعمل.» ثم قبلها وبدا أنه كاره لرؤيتها وهي ترحل.
ابتسمت كريستينا قائلة: «سأغيب لبعض الوقت فحسب.»
رد عليها: «وما الفراق سوى غياب لبعض الوقت فحسب.»
كان نيكولاس العجوز قد توقع المتاعب التي كان سيلقاها بعد ذلك. فيان كان سعيدا بحاله، ولم يرغب مطلقا في أن يعود شابا عاطفيا أحمق، يتوق إلى تكبيل نفسه بالزواج من فتاة لا تملك سنتا. بل كان لدى يان أحلام أخرى.
अज्ञात पृष्ठ