मुख्तारात मिन क़ासस इंग्लिज़ी
مختارات من القصص الإنجليزي
शैलियों
وعبثا حاول فورتيناتو أن يرفع مشعله ليرى آخر هذا المخبأ فما كان هذا الضوء الخافت ليساعد على الرؤية.
وقلت له: «امش فإن هنا دنان الأمونتيللادو. أما لوشيزي ...»
فقال مقاطعا: «إنه جهول.» وخطا إلى الأمام في اضطراب وأنا في أثره، وما لبث أن بلغ آخر المخبأ، وألفى الصخر يحول دون المضي، فوقف مذهولا كالأبله، وما هي إلا هنيهة حتى كنت قد قيدته إلى الصخرة، وكان على وجهها حلقتان من حديد تتدلى من إحداهما سلسلة قصيرة ومن الأخرى قفل. ولم أحتج إلى أكثر من ثوان قليلة لأشد السلسلة على خصره وأثبتها في القفل، وكان هو من فرط الذهول لا يقاوم.
ونزعت مفتاح القفل وتراجعت خارجا من المخبأ وأنا أقول: «أرح كفك على الحائط فلن يسعك إلا أن تحس الأملاح. والحق أنه مكان رطب جدا. فاسمح لي مرة أخرى أن أناشدك أن ترجع ... لا؟ إذن لا يسعني إلا أن أدعك وما آثرت لنفسك، غير أني سأؤدي لك قبل رحيلي كل ما يدخل في طوقي.»
فصاح: «الأمونتيللادو.» وكان لا يزال في ذهوله لم يفق منه.
فقلت: «صحيح ... الأمونتيللادو.» وأقبلت وأنا أقول ذلك على كوم العظام الذي أسلفت ذكره فنحيته وكشفت عن حجارة وطين. وبهذا وتلك - وبفضل المسج الذي كان معي - شرعت أبني المخبأ وأسده.
ولم أكد أفرغ من أول مدماك
4
حتى تبينت أن فروتيناتو قد راحت سكرته إلى حد كبير وكان أول ما دلني على ذلك أنين خافت من أعماق المخبأ، ولم تكن هذه بأنة رجل سكران، وأعقب ذلك سكون طويل، ورفعت المدماك الثاني ثم الثالث ثم الرابع فسمعت صوت السلسلة وهو يجاهد بعنف أن يفكها، وظلت هذه الضجة دقائق عديدة كففت في أثنائها عن العمل وقعدت على العظام لأنصت. وانقطع الصوت فعدت إلى العمل وبنيت المدماك الخامس فالسادس فالسابع بلا شاغل. وصار الجدار الذي أرفعه محاذيا لصدري فتوقفت مرة أخرى ورفعت المشعل فوق البناء فأراق ضوءه الضعيف على الرجل. وفي هذه اللحظة أطلق فورتيناتو سلسلة صيحات حادة فاجأني بها فأحسست أني رددت إلى الوراء، فترددت لحظة قصيرة واضطربت أيضا وجردت خنجري من قرابه ورحت أضرب به داخل المخبأ، ولكن التفكير السريع أعاد إلى نفسي الاطمئنان فوضعت يدي على البناء المتين وأحسست بالارتياح والرضى. وعدت إلى الحائط الذي أرفع بناءه وأجبت الصارخ من ورائه ... رجعت صدى صوته ... أعنته ... بذذته بأعلى من صياحه وأشد ... فقرت الضجة وعادت السكينة.
وكان الليل قد انتصف وقارب عملي ختامه، فقد أتممت المدماك الثامن فالتاسع فالعاشر، ولم يبق على تمام الحادي عشر إلا حجر واحد أضعه في مكانه وأمسح عليه، فحملته بجهد وشرعت أضعه، ولكن ضحكة ضعيفة ارتفع بها الصوت إلي من أعماق المخبأ، فوقف لها شعر رأسي، وتلاها صوت حزين كان من العسير أن أصدق أنه صوت فورتيناتو النبيل، وكان الصوت يجري هكذا: «ها ها ها ... هي هي هي ... يا لها من فكاهة ... مزحة ظريفة جدا ... سنضحك كثيرا حين نعود إلى القصر ... ها ها ها ... على الشراب ... ها ها ها.»
अज्ञात पृष्ठ