मुख्तारात मिन क़ासस इंग्लिज़ी
مختارات من القصص الإنجليزي
शैलियों
ولكن هذا الخاطر بدا في الصباح غير مقبول، أو محتمل، وكل ما أثمره هو أنه قوى في نفسه شعوره بدين المستر تشارمن له. ووثب من الفراش، وتناول الشيك، فظل في يده ساعة، ثم نهض وارتدى ثيابه.
وبعد أن أدى عمله في يومه خرج يتمشى في شارع كبير الدكاكين، فاستوقفه دكان حذاء، فبقي برهة غير قصيرة أمام الواجهة، ويده في جيبه تعبث بجنيه فيه - وما جنيه بقليل، من المبلغ الذي يعيش به إلى أن يجيء يوم القبض - ثم تخطى العتبة. ولم يكن أقل منه حزما أو حكمة، فقد فرغ من الأمر في مثل لمح البرق، وكان يتكلم ولا يسمع ما يجري به لسانه، وينظر إلى الأشياء ولا يراها، وكانت النتيجة أنه لم يدرك إلا بعد أن بلغ بيته، وحذاءاه العتيقان تحت إبطه، أن الحذاءين الجديدين ضيقان جدا، وأن ضغطهما شديد الإيلام، وكان لهما أيضا أطيط وصريف، ألا ما أعلى صوتهما! ولكن الأحذية الجديدة لا تخلو من أمثال هذه المعايب. ولعله نسي ذلك لطول عهده بالقديم البالي. وكان يشعر بالإعياء الشديد، فتناول لقمة واستلقى على سريره لينام.
وظل طول الليل يحلم بالحذاءين الجديدين، وكان يرى في منامه أنه يظلع في شوارع مدينة خيالية يكمن له بعضهم فيها عند كل ركن وزاوية، وفي كل مرة يتبين أن العدو المتربص له هو المسز وير، وكانت تنظر إليه باحتقار، وتدعه يمضي في سبيله. وكان أطيط جلد الحذاءين صوتا ناطقا لا ينفك يصيح به ويعلن إليه اسما مرعبا، فكان يتضاءل، ويتقبض، ويرعش، ويتوجع، ولكنه مع ذلك كان يمضي على سننه وفي يده شيك عليه صليب، يحاول عبثا أن يجد من يعطيه به مالا.
ولما استيقظ كان رأسه أثقل من الرصاص، ولكن ذهنه كان صافيا، وتفكيره مستقيم، فسأل نفسه: ماذا يعني بإنفاق المال على هذا النحو الجنوني مع افتقاره إليه؟ وليت الحذاء الجديد يطاق لبسه؟ أكان ينوي ... يا حفيظ!
ولم يكن المستر تمبرلي من أهل العلم بالنفس الإنسانية، ولكنه فطن بغتة وعلى أجلى صورة، إلى الأزمة النفسية التي كان يعانيها، واطلع بذلك على حقيقة أخرى من حقائق الفقر.
وبعد أن تناول طعام الإفطار نزل ونقر على باب المستر سجز، وكان الرجل يأكل، فسأله، وفمه ملآن: «ماذا تريد؟»
قال: «سيدي، إني أرجو أن تأذن لي في الغياب ساعة أو ساعتين في هذا الصباح، فإن هناك أمرا له بعض الخطر، يتطلب عنايتي.»
فقال المستر سجز بما عرف عن أهل طبقته من الذوق: «أحسب أن لك أن تصنع ما تشاء، فما أنقدك أجرا.»
فانحنى المستر تمبرلي وانصرف.
وبعد يومين آخرين كتب رقعة ثانية إلى المسز وير، هذا نصها:
अज्ञात पृष्ठ