मुख्तारात मिन क़ासस इंग्लिज़ी
مختارات من القصص الإنجليزي
शैलियों
ولما كان قد أصاب من طعام العشاء، البارحة، حظا جزيلا، فقد أحس أن عليه أن ينفق على طعامه في يومه أقل من القدر المألوف، وحوالي الساعة الثامنة مساء، بعد أن تمشى في ذلك الجو الذي أثنى عليه، عرج على الدكان الذي ألف أن يشتري منه حاجاته القليلة، وكانت فيه امرأة سمينة، فهزت رأسها له بالتحية، وابتسمت لزبون آخر، فانحنى لها المستر تمبرلي، كما هي عادته، ردا لتحيتها وقال: «تفضلي بإعطائي بيضة طازجة، وخسة صغيرة.»
فسألته المرأة: «واحدة فقط في هذه الليلة؟»
فقال، وكأنما كان يتحدث في غرفة استقبال: «شكرا لك، نعم واحدة. وسامحيني إذا أعربت عن الأمل في أن تكون طازجة بأدق معنى للفظ. فإنه يخيل إلي أن الأخيرة كانت في هذا الصندوق من قبيل الخطأ والسهو، وهو يغتفر بسبب زحمة العمل.»
فقالت المرأة السمينة: «إنها جميعا سواء، ودائما سواء، ولسنا نغلط مثل هذا الغلط.»
فقال: «عفوا! لعلي توهمت ...»
ووضع البيضة والخسة بعناية في حقيبة صغيرة معه، ورجع إلى البيت، وبعد ساعة من تناول هذه الأكلة، قعد على كرسي مستقيم الظهر يفكر، وإذا بنقر على الباب، ويد تمتد إليه بكتاب. وكان يندر جدا أن يتلقى رسالة أو رقعة، فاضطربت يده وهو يتأمل الظرف. وكان أول ما رآه بعد أن فض الرسالة شيكا، فزاد اضطرابه، وفتح الرقعة ونفسه تجيش، فإذا بالرسالة من المسز وير، وفيها تقول:
عزيزي المستر تمبرلي،
بعد الحديث الذي دار بيننا البارحة لم أستطع إلا أن أفكر فيك وفي حياة التضحية الجميلة التي تحياها، وقد قارنت حياة هؤلاء التعساء المساكين بحياتي التي لا يسعني إلا أن أحس أنها مباركة حافلة بالمناعم، وقد دفعتني هذه الخواطر إلى الاكتتاب بقدر يسير لأساهم في عملك المجيد، وإني أعد هذا ضربا من الشكر لله في اللحظة التي أسافر فيها لأقوم برحلتي، فأقسم المبلغ من فضلك بين اثنين أو ثلاثة ممن تراهم أحق وأولى، أو إذا بدا لك أن تهبه كله لواحد فافعل. هذا وإني أتشبث بالأمل في أن أراك في لوسرن. وتحياتي إليك.
وكان المبلغ خمسة جنيهات. فرفع الشيك قرب النافذة، وتأمله. وخمسة جنيهات تعد مبلغا جسيما إذا اعتبرنا الحياة التي يحياها، وقيم الأشياء فيها. وتصور ما يستطيع المرء أن يفعله بقدر من المال كهذا! حذاءاه - اللذان رقعهما مرتين - لم يبق من عمرهما إلا القليل، وبنطلونه صار غاية في الرثاثة. وقبعته (لشد ما عني بها) هي التي جاء بها إلى لندن منذ ثلاث سنوات. وقد أصبحت حاجته شديدة إلى ثياب جديدة يكتسيها، من رأسه إلى قدمه، وفي إسلنجتون، تعد خمسة جنيهات فوق الكفاية لقضاء هذه الحاجات جميعا، ومتى يتاح له أن يلقى إليه بمبلغ كهذا مرة أخرى، لينفقه على هواه، بلا حساب؟
وتنهد وتلفت في الغسق.
अज्ञात पृष्ठ