मुख्तारात मिन क़ासस इंग्लिज़ी
مختارات من القصص الإنجليزي
शैलियों
واستيقظ في الساعة الثامنة - وكان يعرف الوقت من جرس يدق في الحي - فارتدى ثيابه بسرعة، وفتح الباب فألفى على العتبة صينية عليها طعام الإفطار وقد نقص إلى أدنى حد - قصب من لبن، وخبز، وزبدة. وفي الساعة التاسعة نزل، ونقر بأدب على باب الغرفة المقدمة، فأذن له صوت أجش في الدخول، وكان في الغرفة رجل كهل وفتاة، وهما عاكفان على عمل اليوم - تجليد الكتب.
وقال المستر تمبرلي: «عم صباحا يا سيدي.» وحنا رأسه للفتاة وقال: «عمي صباحا يا آنسة سجس. يوم مشرق ... مشمس ... منعش!»
ووقف يفرك يديه كما يفعل المرء في ليلة مصقوعة مبرودة.
1
وهز المجلد رأسه هزة جافة، وبين للمستر تمبرلي عمله فأقبل هذا عليه بهمة وعزم. وكان يتعلم مبادئ هذا الفن، ويقضي ساعات العمل كلها مكبا صابرا، مظهرا في عمله من الاستعداد الطبيعي له حظا غير قليل .
إلى هذا الحضيض انحدر المستر تمبرلي، وكان من سادة بيركشير، وكان يعيش في دعة وخفض في من ربح ماله المستثمر، وقد تعلم في مدرسة هارو، وتخرج في كمبردج، وفكر في اختيار مهنة، حتى بدا له، على العموم، أن وقت الاختيار مضى وانقضى، ولما لم تكن به حاجة إلى تجشيم نفسه عناء العمل، فقد عاش عيشة الفراغ والبطالة البريئة على مقربة من البيت الريفي لصديقه المثري الوجيه المستر تشارمن. وكرت الأعوام لينة سمينة. وخطر له الزواج مرة أو مرتين ولكن طبيعة الحياء الشديد صدته عن اتخاذ الخطوة الأولى، ووقع في روعه آخر الأمر أنه معزابة.
2
وكان قانعا بذلك وراضيا عنه، وليته أظهر مثل هذه الحكمة وبعد النظر في مغريات أخرى! ولكنه في ساعة مشئومة صدر عن رأي المستر تشارمن الذي كان لا ينفك يلهج بالمضاربة والشركات والأرباح العظيمة، ولم يخاطر المستر تمبرلي بباعث من الطمع، فقد كان عنده فوق الكفاية ولكنه كان معنيا بأمر أخته التي تزوجت محاميا ريفيا غير موفق، وفي أبنائها الستة، الذين كان يشتهي أن يساعدهم على نحو ما يفعل الخال المثري في الأقاصيص، ويمدهم بالعون اللازم لخوض الحياة، فوثق بالمستر تشارمن ثقة عمياء، فكان أن ألقى نفسه ذات يوم يرعش على شفا الهاوية. وجاءت الأنباء تترى بما حاق به من الخراب فهوى إلى الحضيض.
ولم يكن أحد يعلم ذلك سوى المستر تشارمن، وقد مرض هذا بعد بضعة أيام ثم قضى نحبه، ولم تتحيف الخسارة التي عصفت بصديقه، إلا جانبا يسيرا من ثروته، ولم ينبس المستر تمبرلي بكلمة لأرملة صديقه، ولا أفضى بحرف إلى أحد من الناس، ما عدا محاميه الذي سوى له أموره في هدوء، وأخته التي لم يبق لبنيها إلا أن يحيوا حياتهم بلا عون، وحدث أن غابت أسرة المستر تشارمن بعد موته عن البلدة فترة من الوقت، فاختفى المستر تمبرلي في سكون.
وكان المسكين قد ناهز الأربعين، وقد بقي له من رأس المال قدر يسير لم يجترئ على مد يده إليه للإنفاق منه، فاستثمره، فأفاده دخلا لا يكاد يكفي عاملا.
अज्ञात पृष्ठ