मुख्तारात मिन क़ासस इंग्लिज़ी
مختارات من القصص الإنجليزي
शैलियों
فانحنى السيد ده مالتروا ومضى يظلع على أرض الغرفة ويتنحنح ويخرج تلك الأصوات التي استك منها مسمع دنيس. وتناول أولا أوراقا كانت ملقاة على المائدة ثم قصد إلى مدخل الدهليز وأمر الذين وراء الستر بشيء، ثم خرج من الباب الذي دخل منه دنيس، بعد أن وقف على العتبة ليلقي ابتسامة أخيرة إليهما، وتبعه القسيس وفي يده مصباح.
فلما صارا وحدهما دنت بلانش من دنيس ويداها ممدودتان، وكان وجهها مضطرما، وعيناها تلمع فيهما العبرات.
وقالت: «لن تموت. يجب أن تتزوجني.»
فقال دنيس: «يظهر يا سيدتي أنك تحسبين أني أخاف الموت.»
فقالت: «لا لا لا ... فإني أرى أنك لست بالجبان. وإنما أدعوك إلى هذا من أجلي أنا، فما أطيق أن أدعك تذبح لهذا.»
فقال دنيس: «أظن يا سيدتي أنك تبالغين في الاستخفاف بالصعوبة، فإن ما تكونين أنت أكرم من أن ترفضيه، قد أكون أنا أشد كبرا من أن أقبله. وإنك ليغمرك الآن شعور كريم، فأنت تنسين ما أنت به مدينة لآخرين.»
وكان كيسا فكانت عينه على الأرض وهو يقول ذلك، وظل كذلك بعد أن فرغ من الكلام، حتى لا يرى اضطرابها. وبقيت هي صامتة لحظة ثم مضت عنه وهوت على كرسي عمها وانفجرت تبكي وتنتحب، فبلغ الاضطراب والارتباك بدنيس غايتهما، وتلفت كأنما يستلهم ما حوله، ورأى مقعدا فهوى عليه، فقد كان لا بد له أن يصنع شيئا. وهكذا جلس يعبث بمقبض سيفه. ويتمنى لو أنه كان قد مات ألف ميتة ودفن في أقذر مزبلة في فرنسا! وكانت عينه تدور في الحجرة، ولكن لحظه لم يستوقفه شيء، وكانت المسافات بعيدة بين قطع الأثاث والضوء يقع منحرفا على كل شيء وهواء الليل خارج الغرفة يدخل من نافذتها باردا، فخيل إليه أنه لم ير أرحب من هذه الكنيسة، ولا قبرا أسود وأقتم من هذا. وكانت شهقات بلانش ده مالتروا منتظمة كدقات الساعة. وقرأ دنيس الشعار الذي على الترس مرة أخرى. وثانية، وثالثة، حتى زاغ بصره، وحدق في الأركان المعتمة حتى بدت له كأن هواما فظيعة تسرح فيها وتمرح. وكان من حين إلى حين، يتنبه فزعا فيتذكر أن الساعتين تنقضيان، وأن الموت يزحف. وكثر، مع كر الوقت، لحظانه الفتاة نفسها. وكانت مطرقة، ويداها على وجهها، وكان شهاق الحزن يهزها آنا بعد آن. ولكن هذا لم يفقدها جمالها، ولم يجعل العين أقل استراحة إلى النظر إلى بضاضتها وحسنها، وسمرة بشرتها الحارة، وإلى أجمل ما رأت عين دنيس من الشعر في عالم النساء. وكانت يداها كيدي عمها، ولكنهما كانتا أليق بذراعيها الطويلين وأنطق بالرقة والحنو. وتذكر كيف كانت عيناها الزرقاوان تومضان وهي تنظر بهما إليه، وفيهما الغضب والعطف والطهر. وصار كلما أوسع محاسنها نظرا وتأملها ازداد نفورا من الموت وزهدا فيه، وندما وأسفا لأنه يطيل بكاءها. وكان يحس تارة أنه ما من إنسان تؤاتيه الشجاعة فيترك دنيا فيها مثل هذا الجمال، وتارة أخرى يود لو أن أربعين دقيقة انتقصت من ساعته الأخيرة، وأنه لم يقل لها ما قال.
وصافحت مسامعها فجأة صيحة ديك من الوادي المظلم تحت النافذة، فكانت هذه الضوضاء التي مزقت حجاب السكون كالنور ينبثق في الظلمة، فهزهما ذلك وردهما عما كان يستغرقهما من الفكر.
وقالت وهي ترفع إليه وجهها: «وا اسفاه! أما من شيء أستطيع أن أساعدك به؟»
فقال بلا مناسبة من كلامها: «سيدتي، إذا كان فيما قلته، ما جرحك فثقي أنه كان من أجلك، وفي سبيلك، لا من أجلي.»
अज्ञात पृष्ठ