الدين الزريقي الذي قلنا إنه كان مقيما بالقلعة ، ليقبل الأرض بين يديه ، شتمه لاجين الزيني وعنفه وأغلظ له في الكلام . فقال له الزريقي : « هذا جزائي الكوني حفظت لكم القلعة والخزائن إلى أن حضرتم ». ونزل من القلعة إلى الأمراء ، وأخذ المماليك الذين كانوا في القلعة ينسلون واحدا بعد واحد . ولا رأي السلطان أنه قد أسلمه رهله ، أرسل إلى الأمراء يطلب الأمان ، وجعل الحكم فيما يرونه ، وسأل أن يكون له الكرك وأعمالها ، فأجابوه إلى ذلك . وللوقت خرج من القلعة ، وسفر إلى الكرك صحبة بيدغان الركني وجماعة من المماليك يوصلونه ، وذلك في آخر ربيع الأول سنة 678 ه. وكان والده قد ادخر بها أموالا جزيلة وذخائر عظيمة ، كأنه علم بصدق حدسه وقوة نفسه أن مال أولاده إليها يؤول ، وأن حالهم بعد مماته سريعا تحول . فشرع الملك السعيد في إنفاقها وتبذيرها . وكانت وفاته في سنة 678 ه .
पृष्ठ 68