ابن أخت داود ، ووصلوا إلى التو ، فأغاروا على قلعتها ، فقتلوا وأسروا وغنموا . وكان بها قمر الدولة أي صاحب الخيل ، وكان قد ولي عوضا عن نائب داود الذي وسطوه بالديار المصرية ، فأعطوه أمانا ، واستمر على نيابته . وحلف لمرتشكر المتوجه صحبة العسكر ، والتقوا الملك داود ، وبذلوا فيهم السيف ، ولم ينج منهم إلا من ألقى نفسه في البحر . وهرب الملك داود ، وأسر أخوه شنكو . وساقوا العساكر وراءهم ثلاثة أيام إلى أن مسكوا أم الملك داود وأخته . وترتب مرتشكر في البلاد ، وقرر عليه قطيعة في كل سنة وهي : فيلة ثلاثة ، زرافات ثلاث ، فهود أناث خمس ، صهب جياد مائة ، أبقار جياد مستحسنة أربعمائة ، وأن تكون البلاد مشاطرة : النصف للسلطان والنصف الآخر لعمارة البلاد وحفظها لاحتمال أن يطرقها عدو . وأن تكون بلاد العلى وبلاد الخيل للسلطان خاصة ، وهي قدر تبع البلاد النوبية ، لقربها من أسوان ، وأن يحمل ما يكون بها من الأقطان والتمر مع الحقوق الجاري بها العادة .
بالجزية ، وأن يقوم كل نفس بالغ بدينار عينة في السنة . وعملت نسخة يمين بهذه الشروط . وكانت إقامة العسكر بدنقلة سبعة عشر يوما حتى مهد البلاد ، وألبس مرتشكر التاج ، وأجلسوه في مكان داود . ووجد بكنيسة سوس من الصلبان الذهب وغيرها أربعة آلاف وستمائة وأربعون دينارا ونصف ، وأواني فضيات ثمانية آلاف وستمائة وستون دينارا . وكانت عدة الذي أحضر من الرقيق سبعمائة نفر . وعادت العساكر سالمة غائمة . وأما داود فإنه هرب إلى الأبواب ، فقاتله صاحبها وأمسكه وسيره إلى الديار المصرية ، فاعتقله بالقلعة إلى أن مات . وأما أخوه شنكو ، فإنه أسلم ورتب في جملة البحرية . وكان رجلا طويلا تاما حالك السواد . وتمهدت بلاد النوبة من تلك السنة .
पृष्ठ 56