١٩ - وأخبرنا الحسن، أنا محمد، أنا عبد الله بن محمد، حدثني وليد بن دبنان الواسطي، ثنا محمد بن زنبور، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، حدثني سهيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ نزل في غزوة غزاها فأصاب أصحابه جوعٌ، وفنيت أزوادهم، فجاءوا إلى رسول الله ﷺ يشكون إليه مما أصابهم، ويستأذنونه أن ينحروا بعض رواحلهم، فأذن لهم، فمروا بعمر بن الخطاب ﵁ فقال، من أين جئتم؟ فأخبروه أنهم استأذنوا النبي ﷺ أن ينحروا بعض رواحلهم، قال، فأذن لكم؟ قالوا، نعم، قال، فإني أسألكم، وأقسم عليكم ألا رجعتم معي إلى رسول الله ﷺ، فرجعوا معه، فذهب عمر إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أتأذن لهم أن ينحروا رواحلهم، فماذا يركبون؟ فقال رسول الله ﷺ:
«فماذا أصنع؟! ليس معي ما أعطيهم»، فقال عمر: بلى يا رسول الله، تأمر ⦗٣١⦘ من كان معه فضل من زاد يأتي به إليك، فتجمعه على شيءٍ، ثم تدعو فيه بالبركة، ثم تقسمه بينهم، ففعل، فدعا بفضل أزوادهم، فمنهم الآتي بالقليل، ومنهم الآتي بالكثير، فجعله في شيءٍ، ثم دعا فيه ما شاء الله أن يدعو، ثم قسمه، فما بقي من القوم أحدٌ إلا ملأ ما كان معه من وعاء، ففضل فضل، فقال عند ذلك:
«أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، من جاء بهن يوم القيامة غير شاك، أدخله الله الجنة».
1 / 30