بل زادوا على المجوس، وذلك أن المجوس نفت عن الله خلق الشرور، وزادت القدرية نفي خلق الخير من جميع أفعال الخلق عن الله عز وجل، وروي عنه _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال: "لو أن الرفق خلق يرى لم يكن شيء أحسن منه، ولو أن الخرق خلق يرى لم يكن شيء أقبح منه (¬1) " والرفق والخرق فعل العباد يمدحون به ويذمون عليه، وروي عنه _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال لمعاذ بن جبل (¬2) :
¬__________
(¬1) الحديث المشهور الذي رواه مسلم عن عائشة _رضي الله عنها_: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه". ورواية العسكري عن عائشة: بلفظ: "ما كان الرفق في قوم إلا نفعهم، ولا كان الخرق في قوم إلا ضرهم". وروى العسكري عن أنس مرفوعا: "ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه، ولا كان الخرق في شيء قط إلا شانه". ورواه عن جرير: "من يحرم الرفق يحرم الخير كله". وعند الدارقطني في الأفراد عن أنس: "إذا أراد الله بأهل بيت خيرا نفعهم في الدين، ووقر غيرهم كبيرهم، ورزقهم الرفق في معيشتهم، والقصد في نفقاتهم، وبصرهم بعيوبهم، فيتوبوا منها، وإذا أراد بهم غير ذلك تركهم هملا".
(¬2) هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الرحمن، صحابي جليل، كان أعلم الأمة بالحلال والحرام، وهو أحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي _صلى الله عليه وسلم_، وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، بعثه رسول الله قاضيا ومرشدا لأهل اليمن، له 157 حديثا، توفي عقيما عام 18 ه بناحية الأردن، ومن كلام عمر: لولا معاذ لهلك عمر. راجع طبقات ابن سعد 3: 120، والإصابة ت 8039، وأسد الغابة 4: 376، وحلية الأولياء 1: 228..
पृष्ठ 62