227

मुजाज़

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

शैलियों

وجري الشمس والقمر والنجوم، وعن سكون الجبال والأجسام والجامدات، من جعل ذلك كله على ما هو به في عينه، من اتفاق ما اتفق منهن واختلاف ما اختلف، فإن أضافوا ذلك إلى غير الله أبطلوا، وإن قالوا: إن الله هو الجاعل لذلك على ما هو في عينه من حركته وسكونه واتفاقه واختلافه، قيل لهم: فهل تصفونه بالقدرة على تغيير شيء من ذلك عن هيئته وتحويله عن كيفيته التي هو بها، حتى يكون يجعل ما لا يدرك منه بالحواس مدركا، وما لا يشاهد بالعيان مشاهدا، أو يجعل الحركة منه متحركا، والسكون ساكنا، أو يجعل الحركة سكونا، والسكون حركة، في غير ذلك من المعاني؟ فإن قالوا: إن الله لا يوصف بالقدرة على شيء مما ذكرتم؛ لأنه من المحال الذي لا يتوهم كونه، ولا يثبت وجوده، فيوصف بالقدرة على تكوينه، قلنا: لن نعدو هذا الجواب فيما سألتمونا عنه في الأفعال من قولكم، هل تصفون الله بالقدرة على أن يجعل الأفعال بخلاف هيئاتها، وينقلها عن معانيها؟ فنقول لكم: إن ذلك من المحال الذي لا يتوهم كونه، ولا يستقيم وجوده، وليس في أن نصف الله بالقدرة على قلب أعيان الأشياء عن هيئاتها ما يزيل عنه أن يكون هو الجاعل لها في أعيانها، والمدبر لها على ما هي به، كما نقول: إن الله جل جلاله هو الجاعل للأجسام في أعيانها على ما هي به متجزية مسدسة، محتملة البقاء، قابلة للأعراض (¬1) ،

¬__________

(¬1) العرض: ضد الجوهر؛ لأن الجوهر هو ما يقوم بذاته، ولا يفتقر إلى غيره ليقوم به، على حين أن العرض هو الذي يفتقر إلى غيره ليقوم به، فالجسم يقوم بذاته، أما اللون فهو عرض؛ لأنه لا قيام له إلا بالجسم. والعرض ضد الماهية: وهو ما لا يدخل في تقويم طبيعة الشيء أو تقويم ذاته كالقيام والقعود للإنسان، فهما لا يدخلان في تقويم ماهيته. والفلاسفة يقسمون العرض إلى لازم ومفارق.

فالعرض اللازم: هو ما يمتنع انفكاكه عن الماهية، والعرض المفارق هو ما لا يمتنع انفكاكه عن الشيء، وهو إما سريع الزوال كحمرة الخجل وصفرة الوجل، وإما بطيء الزوال كالشيب والشباب. راجع تعريفات الجرجاني، والنجاة لابن سينا 325، ومعيار العلم، ص 194.

पृष्ठ 29