فإنا نروي عن عبد الله بن عباس _وهو ترجمان الكتاب_ أنه قال ذلك على وجه الأعذار إلى قومه، ليريهم الله آية من آياته، فيئسوا من رؤية الله، جبير عن الضحاك في قوله: {تبت إليك} (¬1) أي من مسألتي أن أنظر إليك، وأنا أول المؤمنين المصدقين بأنك لا يراك أحد، قال الحسن: {لن تراني} (¬2) ، ولا ينبغي لبشر أن يراني، وقال مجاهد: تجلى أمره للجبل، وقال ابن عباس: {وأنا أول المؤمنين} (¬3) بأنك لا يراك أحد في الدنيا ولا في الآخرة، فإن سألوا عن معنى روايات رووها عن النبي عليه السلام منها: "أنكم سترون ربكم لا تضامون في رؤيته، كما لا تضامون في القمر ليلة البدر (¬4) "، "ولن تمتلئ جهنم حتى يضع الجبار فيها قدمه (¬5) "، "وإن الله خلق آدم على صورته (¬6)
¬__________
(¬1) جاء في لسان العرب: أبصر فلان نظر ببصره فرأى، وأبصر الشيء رآه، وجاء عند محمد الحفيش: والبصر الأسود الذي وسط العين، وبه يكون الإبصار، أو القوة المودعة في ذلك الأسود، أو في العصبتين المؤديتين إليه، وقد يطلق على العين لأنها المؤدية إليه (تيسير التفسير 2: 373)، وجاء عند محمد عبده: وأبصرت الشيء رأيته، وقيل البصر حاسة الرؤية. ابن سيده: البصر حسن العين، والجمع أبصار، ذكره في اللسان. وقال الراغب: يقال للجارحة الناظرة نحو قوله تعالى: {كلمح البصر} (النحل: 77)، وقوله: {وإذ زاغت الأبصار} (الأحزاب: 10) وللقوة التي فيها. راجع تفسير المنار ط/دار المنار 7: 651.
(¬2) سورة الأعراف آية رقم 143.
(¬3) سورة الأعراف آية رقم 143، وقد جاءت الآية محرفة في المطبوعة؛ حيث إنها ذكرت بدون (الواو).
(¬4) سبق تخريج هذا الحديث قريبا من هذا.
(¬5) سبق تخريج هذا الحديث قريبا من هذا.
(¬6) سبق تخريج هذا الحديث قريبا من هذا..
पृष्ठ 154