सूरिया का इतिहास में संक्षिप्त
الموجز في تاريخ سورية
शैलियों
ومن آثار الملك حزقيا إجراؤه الماء إلى أورشليم في قناة نقرها في الصخر عند حملة سنحريب على أورشليم؛ ليمنع الماء عن الآشوريين ولا يحتاجه أهل أورشليم، وقد كشفت هذه القناة سنة 1880 في بركة شيلوحا، ووجدت خطوط عبرانية بالحروف الفونيقية تثبت ذلك، ثم توفي حزقيا وعظم شعبه الاحتفاء بدفنه في مقبرة ملوك يهوذا سنة 696ق.م. (14)
وخلفه ابنه منسى وعمره اثنتا عشرة سنة، وملك خمسا وخمسين سنة في أورشليم، وقد صنع الشر وعبد أصنام الكنعانيين وغيرهم، وازدرى تهديد إشعيا وغيره من الأنبياء، بل اتفق تقليد اليهود وأقوال كثيرين من الآباء والعلماء على أن منسى أمات إشعيا النبي منشورا بمنشار من خشب، فجلب الرب عليه قواد جيش ملك آشور فأخذوه في الأصداف وأوثقوه بسلسلتين إلى بابل، ولما كان في الضيق التمس وجه الرب، فسمع لتضرعه وردوه إلى ملكه (أخبار الأيام 2 و23)، ويظهر أن منسى بعد عوده إلى ملكه أحسن مسعاه، وأزال التماثيل التي كان قد نصبها لآلهة الأمم، وقدم ذبائح سلامة للرب، وكانت في مدة ملك منسى حملات آسر حدون وآشور نيبال على سورية، وقد جاء ذكره في صحائف آسر حدون وأشار ابنه آشور نيبال إليه، وكان في أيامه قتل يهوديت أليفانا قائد جيش بختنصر، وتوفي منسى ودفن في بستان بيته. (15)
وخلفه ابنه آمون سنة 641، وعمره اثنتان وعشرون سنة وملك سنتين فقط، وكان على شاكلة أبيه قبل توبته فإنه عبد الأصنام، فتحالف عليه عبيده وقتلوه في بيته، ودفن بمدفن أبيه وثار الشعب على قاتليه وفتكوا بهم. (16)
وأقاموا مكانه ابنه يوشيا وعمره ثماني سنين، فملك إحدى وثلاثين سنة وكان ملكا صالحا فسار على طرق داود، ولم يعدل عنها يمنة ولا يسرة، فقد أخذ منذ شب يطهر أورشليم وسائر مملكته من المنحوتات والمسبوكات، وينقض مذابح الأوثان وتماثيلها، وعني بترميم ما تهدم في بيت الرب وعهد بذلك إلى حلقيا عظيم الكهنة، وبينما كان يبحث عن الفضة في بيت الرب وجد سفر توراة الرب بخط موسى (ملوك 3 ف22 وأخبار الأيام 2 ف34)، وقرائن الحال تثبت أن ما وجد حينئذ بخط موسى هو أربعة فصول من الثامن والعشرين إلى الحادي والثلاثين من سفر تثنية الاشتراع؛ لأن هذه الفصول الأربعة التي أمر موسى أن توضع في جانب تابوت العهد ... وهي تشتمل على تهديد الله، ولعنه كل من يخالف سنته وبركاته ووعوده لكل من يعمل بها؛ ولذلك عند تلاوتها على مسمع الملك تأثر كثيرا؛ لأنه كان يجهل التوراة، وكانت نسخ هذه الأسفار ندرت لا انقطعت عند بني إسرائيل، كما زعم فولتير وغيره من الجاحدين، وبعد تلاوة تلك الفصول عاهد الملك وشعبه الرب أن لا يخلفوا وصاياه بل يحفظوا سنته، وطهر يوشيا السامرة أيضا من نجاسة الأصنام، فمضى إلى بيت إيل ونقض المذبح والمعبد اللذين أقامهما ياربعام بن ناباط، وأحرق كل ما هناك وأزال جميع المذابح التي كانت في السامرة وذبح كهنتها عليها، ثم عاد إلى أورشليم وأمر جميع بني إسرائيل بعمل فصح فلم يكن مثله فصحا في أيام القضاة ولا في أيام الملوك.
وصعد فرعون نكو ملك مصر على ملك آشور، فالتقاه يوشيا يريد قطع الطريق عليه قياما بفرض محالفته لملك آشور، وجاء لقتاله في وادي مجدو (اللجون)، فأصابته سهوم أثخنته فحمله عبيده إلى أورشليم، فمات ودفن في مقابر آبائه، ونكو ملك مصر هو نكو الثاني ملك في مصر من سنة 611 إلى سنة 605. (17)
يواحاز بن يوشيا ملكه الشعب بعد موت أبيه، وكان عمره ثلاثا وعشرين سنة، وصنع الشر لكنه لم يملك إلا ثلاثة أشهر، فالظاهر أن نكو ملك مصر غضب لتمليكه، وهو الأصغر وإيثاره على ألياقيم أخيه وهو الأكبر، وكان ناصحا لأبيه أن لا يعترض ملك مصر فأرسل فريقا من جنوده ، فكتف يواحاز وأخذه إليه وهو في ربلة، ثم أخذه معه أسيرا إلى مصر حيث مات. (18)
وأقام نكو ألياقيم أخاه ملكا في أورشليم، وغير اسمه مسميا إياه يوياقيم، وكان ذلك لسنة 607ق.م، وكان عمر يوياقيم خمسا وعشرين سنة وملك في أورشليم إحدى عشرة سنة وصنع الشر، وكانت باكورة أعماله أنه ضرب ضريبة على الشعب؛ ليفي غرامة فرضها ملك مصر عليهم وأثقل الشعب بضرائب أخرى، وأدخل عليهم نظام التسخير؛ ليقيم أبنية يتفاخر بها واضطهد الأنبياء، ولم ينج إرميا من اضطهاده فإنه أخذ نبواته وألقاها بيده في كانون النار، وعزم أن يقتله وباروك تلميذه ففرا واختبآ وعاود النبي كتابة نبواته، ولما أتى بختنصر ملك بابل إلى سورية المرة الثانية من حملاته على المصريين فتح أورشليم، وأخذ بعض آنية الهيكل وأزمع أن يأخذ الملك يوياقيم أسيرا إلى بابل، فبدا له أن يبقيه في أورشليم خاضعا له، لكنه جلا إلى بابل شبان شرفاء مملكته، وكان منهم دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا، وكان ذلك سنة 602ق.م، ثم عاد يوياقيم يحاول التملص من الخضوع لبختنصر بإمداد ملك مصر، فهب إليه بختنصر سنة 599، ولم يبلغ إلى أورشليم إلا أدركت المنية يوياقيم وقال إرميا (فصل 22 عدد 18): «إنه مات غير مأسوف عليه ودفن مهانا.» (19)
يوخانيا: خلف أباه يوياقيم ولم يقو على الدفاع عن أورشليم، بل أرغم أن يسلم نفسه وأسرته وأمواله إلى ملك بابل، فكان ملكه ثلاثة أشهر وعشرة أيام، وأخذه بختنصر أسيرا إلى بابل وجلا معه عشرة آلاف من رؤساء أورشليم وكبرائها، ونهب جميع كنوز بيت الرب وبيت الملك، وبقي يوخانيا مسجونا في بابل سبعا وثلاثين سنة إلى أن توفي بختنصر. (20)
أقام بختنصر متنيا عم يوياقيم ملكا مكانه وسماه صدقيا، وكان عمره حينئذ إحدى وعشرين سنة وملك إحدى عشرة سنة، وصنع الشر أمام الرب، ولما شغل بختنصر بمحاربة الماديين اغتنم صدقيا وملوك موآب وعمون وأدوم وصور فرصة انشغاله، وحاولوا العود إلى استقلالهم، فأصلح بختنصر شئونه مع الماديين، وهب للانتقام من ملوك سورية وغشيها بعساكره مرة أخرى سنة 590ق .م، وقسم جحافله قسمين، سير أحدهما إلى صور فحاصرها، وافتتحها كما مر في الكلام على الفونيقيين، وسير الثاني إلى أورشليم، ولما رأى صدقيا أن لا قدرة له على مصافتهم في خارج الأسوار دخل المدينة، فحاصرها البابليون شديد الحصار، وكان حفرع ملك مصر قد وعد ملوك سورية أن ينجدهم على بختنصر، فلم يمدهم بشيء يذكر، ودام الحصار على أورشليم ثمانية عشر شهرا وبرح الجوع بأهلها، فثغروا أحد الأسوار وهرب صدقيا ورجال الحرب إلى جهة الأردن، فتتبع الكلدان أثرهم وأدركوا صدقيا في صحراء أريحا، وقد أرفض الجمع عنه، فأخذوه وأولاده إلى ملك بابل في ربلة، فذبح بني صدقيا أمام عيني أبيهم وفقأ عينيه، ثم أوثقه بسلسلة من نحاس وأخذه إلى بابل، وجعله في بيت الحرس إلى مماته، وعاد نابوزردان أمير جيش بختنصر، فأحرق في أورشليم بيت الرب وبيت الملك وبيوت كبرائها، وهدم أسوارها، وانتهب كل آنية الهيكل ولم يتركوا من سكان مملكة يهوذا إلا كرامين وفلاحين، وجعل بختنصر اليهودية ولاية من ولاياته وولى رجلا اسمه جدليا عليها، فقتله بعضهم وخافوا من الكلدانيين، فارتحل جم غفير ممن لبثوا في اليهودية إلى مصر، وأخذوا إرميا النبي معهم مكرها، فأمسى السواد الأعظم من بني إسرائيل في بلاد الكلدان وجماعة في مصر، وبقي الأذلاء في فلسطين، وهكذا انقرضت مملكة يهوذا سنة 589 أو سنة 587، أو سنة 586 على ثلاث روايات، ومدة ملوكها على ما ذكرها الكتاب هي 260 سنة إلى انقراض مملكة إسرائيل و133 سنة إلى الجلاء البابلي، وإذا أضيفت إليها مدة ملك شاول 40 وملك داود 40، وملك سليمان 40 كان مجموع مدة الملوك في إسرائيل من شاول إلى صدقيا 514 سنة. (18) في ملوك بني إسرائيل (1)
ياربعام بن ناباط: هو الذي كان فاتنا على سليمان، ثم عني بشق الأسباط العشرة على سبطي يهوذا وبنيامين فملكوه عليهم كما مر، فجدد بناء شخيم (نابلس) وحصنها بأسوار وبنى فيها قصرا وخاف من ذهاب بني إسرائيل إلى أورشليم، فصنع عجلين من ذهب: وأقام أحدهما في بيت إيل (بيت إين الآن)، والثاني في دان (تل القاضي حذا بانياس)، وأقام كهنة من لفيف الشعب ... ولا يظن أن جميع بني إسرائيل عبدوا العجل حينئذ، بل استمر جم غفير يحج إلى أورشليم، وأنذر الرب ياربعام مرات بما تفضي إليه عبادته للأوثان فأصر على شره، وكان محالفا لملك مصر ويظن أنه هيجه على رحبعام ملك يهوذا، فحمل على أورشليم، ثم حارب ياربعام أبيا بن رحبعام فانتصر أبيا عليه، وبدد شمله كما مر ثم مات ياربعام بعد أن ملك 22 سنة. (2)
अज्ञात पृष्ठ