सूरिया का इतिहास में संक्षिप्त
الموجز في تاريخ سورية
शैलियों
(1) في بطاركة أنطاكية وأورشليم في هذا القرن
يظهر من جدول السمعاني لبطاركة أنطاكية أن ميخائيل الثاني، الذي كان في أيام تيمور لنك خلفه بخوميوس ثم مرقس ثم يواكيم، ولا نعلم غير ذلك من تاريخ هؤلاء البطاركة الذين كانوا في الثلث الأول من هذا القرن، ونعلم أن دوروتاوس الأول كان في أيام المجمع الفلورنسي الذي عقد سنة 1433، واستمر إلى سنة 1443، وناب عنه في هذا المجمع إيسيدوروس مطران روسيا، ويظهر أنه كان في أنطاكية سنة 1460 بطريرك كاثوليكي سمي دوروتاوس أرسل موسى رئيس شمامسة كنيسته إلى البابا بيوس الثاني مقرا برياسته، وبما رسم في المجمع الفلورنسي كما يظهر من كتاب أعمال هذا البابا ... وفي الجدول الواتيكاني أن دوروتاوس الأول المذكور خلفه مرقس أسقف صيدنايا، وسمي ميخائيل، وقام بعده توادوروس الخامس ثم ميخائيل الرابع، ثم دوروتاوس الثاني ثم ميخائيل الخامس ثم دوروتاوس الثالث، ولا يعلم في أية سنة كانت ترقية هؤلاء البطاركة، ولا في أية سنة كانت وفاتهم.
وكان على أنطاكية من بطاركة الموارنة داود، وتوفي سنة 1404، وخلفه يوحنا الجاجي وهو الذي نقل الكرسي البطريركي إلى قنوبين، وتوفي سنة 1445 وخلفه البطريرك يعقوب بن عيد الحدتي وتوفي سنة 1468 وخلفه البطريرك بطرس الحدتي أخو البطريرك يعقوب المذكور، وتوفي سنة 1492 وخلفه ابن أخيه البطريرك سمعان الحدتي، واستمر على البطريركية إلى سنة 1524، وأما في أورشليم فبعد وفاة توافيلوس المار ذكره خلفه توافان سنة 1430، ثم يواكيم وكان بطريركا حين انعقاد المجمع الفلورنسي، وخلفه توافان الثالث ثم إبراهيم ثم يعقوب الثالث ثم مرقس الثالث ... ولا ذكر في كتب الروم لهؤلاء البطاركة الثلاثة ربما لاتحادهم بالكنيسة الرومانية، مع أنهم كانوا في القرن الخامس عشر سندا إلى شهادة مؤرخين كانوا في هذا العصر وأحدهم إبراهيم كان كاثوليكيا حقا، وتوفي سنة 1468 وخليفته يعقوب كان عالما بالأسفار المقدسة وجدد بناء كنيسة القبر المقدس، وتوفي سنة 1482 ومرقس كان يوقع اسمه «مرقس الكاثوليكي برحمة الله مطران بيت لحم وبطريرك أورشليم وسورية والعربية وعبر الأردن»، وخلفه غريغوريوس الثالث ودبر كنيسة أورشليم ستا وثلاثين سنة. (2) بعض المشاهير الدينيين في القرن الخامس عشر
من هؤلاء نوح البقوفاوي بطريرك اليعاقبة، ولد نوح هذا ببقوفا إحدى قرى شمالي لبنان سنة 1451، وتبع غواية اليعاقبة فصيروه أسقفا على حمص لتدبير سائر اليعاقبة المتوطنين بفونيقي، وفي سنة 1490 جعله بطريركهم مفريانا في المشرق ثم توفي هذا البطريرك، فخلفه نوح في بطريركيته سنة 1494 ومن تآليفه كتاب اشتمل على ثمان وستين قصيدة سريانية منها ثلاث في لبنان وثمان في رهبان لبنان، وله ثلاث مقالات عربية الأولى في معتقد اليعاقبة، والثانية خطبة في إيمان السريان، وهي تقريظ لليعاقبة، والثالثة في بشارة العذراء عنونها «ميمر قاله نوح في الموصل سنة 1494 من أجل معاندين مريم والدة الله، ولا يعملون عيد البشارة المجيد»، وله أيضا تاريخ موجز ضمنه أخبار ما كان من الأحداث في المشرق، ولا سيما في الجزيرة (ما بين النهرين ) إلى أيامه أي: إلى سنة 1496، ويظهر أنه توفي بعد سنة 1508.
ومنهم المطران جبرائيل اللحفدي المعروف بابن القلاعي، ولد بلحفد إحدى قرى لبنان في أواسط القرن الخامس عشر وضوى إلى رهبانية القديس فرنسيس سنة 1471، فأرسله رؤساؤه إلى رومة لاقتباس العلوم وعاد منها سنة 1493، وأقام بلبنان مناضلا بخطبه ورسائله المقدم عبد المنعم مقدم بشري، ومرشدا العامة إلى التشبث بالإيمان القويم، وألف في سنة 1494 كتابا يحقق فيه اتحاد الملة المارونية من أقدم الأيام بالكنيسة الرومانية، وسماه مارون الطوباوي ورفعه إلى البطريرك سمعان الحدتي وأساقفته، ثم رقاه البطريرك المذكور إلى أسقفية الأفقسية بقبرس، وما برح مرشدا معلما عاكفا على تأليف الكتب والرسائل ... فله كتاب في القوانين البيعية، وكتاب مواعظ وكتاب في الاعترافات وكتاب في رياسة الأحبار الرومانيين وأخبارهم، وكتاب في الملوك الرومانيين، وكتاب في علم ما وراء الطبيعة، وآخر في الإيمان القويم وأسرار حياة المسيح، وجمع البرات المنفذة من الأحبار الرومانيين إلى بطاركة الموارنة من إينوشنسيوس الثالث إلى لاون العاشر، وكتب نحوا من خمسمائة رسالة ونظم قصائد كثيرة، وإن كانت منحطة لغة فهي كثيرة الفائدة وتوفي سنة 1516.
الفصل التاسع
في تاريخ سورية الدنيوي في القرن السادس عشر
في ما كان بسورية من الأحداث إلى فتح السلطان سليم الأول لها (1) في ما كان بسورية في أيام الملكين قانصوه الغوري وطومان باي
قد مر أن الملك العادل طومان باي قد ثار العسكر عليه وقتلوه، وبايعوا قانصوه الغوري، وسمي الملك الأشرف، وكان فطنا كثير الدهاء، قتل أو نفى أكثر أكابر الأمراء فاستراح منهم، وفي سنة 1502 تولى نيابة حلب سيباي، ونيابة دمشق قانصوه المحمدي، وخرج إلى البقاع فانهزم من وجهه ناصر الدين بن خش مقدم البقاع، وكانت بينهما مناوشات، ووقعت فتنة بين أهل دمشق ونائبها، فأحرق الشاغور ونكل بهم، وفي سنة 1503 جاء سيل دام سبعة وعشرين يوما، فكانت منه مضار لا تقدر خاصة من قبل طغيان العاصي، ونهر بردى وأنهر لبنان وقلب حينئذ جسر نهر الكلب القديم.
وفي سنة 1516 بلغ الملك الأشرف قانصوه الغوري أن السلطان سليم الأول العثماني عازم على أن يلحق سورية ومصر بمملكته، فخرج من مصر وسار إلى دمشق ومعه الخليفة ونواب القضاة الأربعة، ثم وصل إلى حمص وحماة وحلب والتف إليه نواب سورية سيباي نائب دمشق، وخاير بك بلبان نائب حلب وتمراز الأشرفي نائب طرابلس وجان بردي الغزالي نائب حماة ويوسف نائب صفد ودولات باي نائب غزة، وبعد وصول الأشرف إلى حلب وافاه وفد من قبل السلطان سليم أظهر أن السلطان سليم يطلب الصلح، وأن الوفد مفوض بإجرائه كما يحب الملك الأشرف، وكان ذلك خدعة حربية لتخميد همة الغوري في الاستعداد للحرب، فخلع الغوري على وفد السلطان، وأرسل إليه أميرا يفاوضه بأمر الصلح، فقبض عليه السلطان سليم، وأمر عساكره أن تسير نحو حلب، فوصلوا إلى عنتاب وملكوا قلعة ملطية وغيرها، فخرج الغوري من حلب وسير أمامه النواب والعساكر، وبلغوا إلى مرج دابق، فأقبلت إليهم جيوش السلطان سليم، واصطلت نار الحرب فقاتلت العساكر المصرية والسورية قتالا شديدا، وزحزحوا أولا عساكر السلطان عن مواقفهم، وشاع بين المماليك أن الغوري أحب أن يحرص على بعضهم، ويعرض بعضهم للخطر ففترت عزيمة هؤلاء في القتال، وقتل سيباي نائب دمشق فانهزم فريق كبير من العسكر في الميمنة، وانهزم خاير بك نائب حلب من الميسرة فانكسرت، وظهر أن خاير بك مخامر على الغوري، وأصبح الملك الأشرف واقفا تحت السنجق في نفر قليل ينادي هذا وقت المروة، وليس من يسمع له فتقدم أحد الأمراء إلى السنجق، فطواه وأخفاه وسأل الأشرف أن ينجو بنفسه ويسرع بالعود إلى حلب، فعاجله فالج شل شفته وأرخى منكبه، وركب فرسه فمشى خطوتين وانقلب إلى الأرض، فمات من شدة قهره، ووثب عسكر السلطان سليم على من بقي فقتلوا من أدركوه وشتتوا الباقين، وكان من جملة القتلى عدة من النواب، ودخل السلطان سليم حلب، فملكها دون معارض، وأتى إليه الخليفة المتوكل على الله، فخلع عليه وأكرمه، ودعا خاير بك نائب حلب قبلا، فخلع عليه وصار من أمرائه، وبعد أن دبر أمور حلب توجه إلى حماة وحمص، فملكها وطلب أهل دمشق الأمان منه، فأمنهم وسار نحو مصر وعدل إلى زيارة القدس والخليل بنفر قليل، وهكذا استحوذ على سورية وأقام بها عمالا من خواصه.
अज्ञात पृष्ठ