सूरिया का इतिहास में संक्षिप्त
الموجز في تاريخ سورية
शैलियों
وأما بطاركة أورشليم ففي تاريخهم في هذا القرن غموض وتشويش، فلا يعلم علما أكيدا من خلف سمعان الذي توفي سنة 1199، فقيل: أغابيوس وخلفه سابا، ثم خلف أوخاريوس سابا وأنه كان سنة 1146، ولكن قال لاكويان: إنه أوخاريوس الذي ذكره دوزيتاوس البطريرك الأورشليمي ربما تصحف عليه باسم فلكاروس البطريرك اللاتيني على أورشليم، ثم ذكر دوزيتاوس يعقوب وأرسانيوس ويوحنا السابع ونيكوفر الثاني الذي شهد المجمع الذي عقد في القسطنطينية سنة 1166، وصير بعد نيكوفر أتناسيوس ولما فتح صلاح الدين أورشليم، ورحل منها هرقل البطريرك اللاتيني إلى عكا سار أتناسيوس إلى أورشليم، وقد كتب إليه جيورجيوس متريبوليط كورشيرا رسالة أثبتها بارونيوس في تاريخ سنة 1188، وخلف لاونتيوس أتناسيوس المذكور، وخلف دوزيتاوس لاونتيوس، ونقل دوزيتاوس سنة 1193 إلى بطريركية القسطنطينية، ولكن لم يرضه الشعب وسخر منه، فاضطر أن يترك القسطنطينية ويعود إلى أورشليم، وطرد مرقس الذي كان قد أقيم بطريركا على أورشليم، ولا يعلم ما كان لمرقس بعد ذلك ولا متى توفي دوزيتاوس. (2) في بعض من أساقفة سورية في هذا القرن
توما أسقف كفر طاب
كان أسقفا يعقوبيا على كفر طاب من أعمال حلب اختلف مع رؤساء ملته، وحالف أتباع بدعة المشيئة الواحدة، وكتب كتابا سماه المقالات العشر ضمنه تعليمه بالبدعة المذكورة، وأرسله إلى يوحنا البطريرك الأنطاكي وادعى أنه ماروني ليخدع الموارنة بهذا الضلال؛ لأنه سار إلى لبنان سنة 1104 أو سنة 1105، وأقام بجبة يانوح أربع سنين، وأتى إلى جبة بشري، فأقام بها ونشر كتابه المذكور وكتب رسالة إلى أرسانيوس مطران العاقورة قال فيها: «إن القديس مارون وقدماء الموارنة كانوا يعتقدون المشيئة الواحدة.» فأجابه المطران أرسانيوس ناقضا زعمه ومبينا ضلاله، وقاومه أيضا يوسف الجرجسي بطريرك الموارنة وقتئذ فنبذ الموارنة ضلاله، ولم ينخدع به إلا خوري قرية فرشع ببلاد جبيل، ونفر قليل فعاد بخفي حنين نادبا سوء منقلبه وضياع تعبه، وكان قد عني لتغرير الموارنة بتحريف بعض كتبهم ككتاب إيضاح الإيمان للقديس يوحنا مارون، وكتاب الهدى للمطران داود الماروني مدخلا عليهما ما يوافق ضلاله لجهة الاعتقاد بمشيئة واحدة في المسيح، ولم نعثر على ما كان من أمره بعد عوده من لبنان سنة 1110، أو سنة 1111 ولا متى كانت وفاته.
غوليلموس أسقف صور
يظهر من كلام بعض المحققين أن غوليلموس هذا كان سوريا أصلا، ولد بأورشليم سنة 1127 وتخرج بالعلوم في المغرب، ولما عاد إلى أورشليم سنة 1162 أحبه أموري ملك أورشليم، وعني بأن أقيم رئيس شمامسة في صور سنة 1167، وعهد إليه بتربية ابنه بودوين الرابع وأوفده مرات إلى القسطنطينية ورومة، وسعى بعقد معاهدة بينه وبين عمنوئيل ملك الروم سنة 1168، ثم صير أسقفا لاتينيا على صور سنة 1174، ولما انتخب هرقل لبطريركية أورشليم اللاتينية سنة 1180 أبى غوليلموس أن يخضع لسلطته معترضا على انتخابه فحرمه البطريرك، فاستغاث غوليلموس بالحبر الروماني وسار إلى رومة، فمات هنالك بغتة وقيل: مسموما، وأشهر مؤلفات غوليلموس تاريخه الشهير في اثنين وعشرين كتابا، وقال في مقدمته إن أموري ملك أورشليم اقترحه عليه، وأنه دفع عليه بعض الكتب العربية، وأنه اعتمد منها على أقوال الرجل المحترم سعيد بن البطريق البطريرك الملكي الإسكندري، ومما انتحله عنه تهمته الشهيرة للموارنة بأن القديس مارون زعيمهم ابتدع بدعة المشيئة الواحدة في المسيح، وقد فند كثير من العلماء الأعلام هذه التهمة، وتابعتهم على ذلك في كثير من كتبي ومقالاتي، ويقال: إن لغوليلموس تاريخا للعرب أضاعته الأيام.
وكان في هذا القرن ديوانيسيوس بن صليبا أسقف أمد وهو يعقوبي، وله مؤلفات منها شرح على رتبة القداس انتحل به بعض كلام القديس يوحنا مارون في كتابه شرح هذه الرتبة أيضا، وله أيضا مؤلف في تفسير العهدين، وكتب في اللاهوت وفي الرد على البدع، وفي الميرون والدرجات المقدسة، ومقالة في سر الاعتراف والتوبة وثلاثة نوافير للقداس وغيرها، وتوفي على الراجح سنة 1192، وكان أيضا ميخائيل بطريرك اليعاقبة الموصوف بالكبير، ومن مؤلفاته نافور للقداس ومقالة في الاستعداد إلى تناول القربان الأقدس، وفي لزوم التوبة والاعتراف، وعده ابن العبري في جملة المؤلفين في القوانين البيعية، وله كتاب في الرتب الحبرية، ويعزى إليه كتاب قديم وجد بالرها متضمنا جداول بطاركة اليعاقبة والأساقفة الذين رقاهم، كل منهم من القرن الثامن إلى القرن الثاني عشر، ترجمه إلى الإفرنسية المونسنيور شابو، ونشره في المجلة الموسومة بالمشرق المسيحي وتوفي سنة 1200.
الفصل الثالث
في تاريخ سورية الدنيوي في القرن الثالث عشر
في أهم الأحداث التي كانت في هذا القرن (1) في استقلال الملك العادل بالسلطة
ذكرنا في عدد 169 ولاية الملك العادل بدمشق، ومسير ابن أخيه الملك الأفضل من مصر إلى دمشق لاستردادها من العادل، ورجوعه عنها لخلاف وقع بينه وبين أخيه الملك الظاهر صاحب حلب، ثم سار العادل في أثر الأفضل إلى مصر، وكان بينهما قتال أدى إلى انهزام الأفضل إلى القاهرة ، وإلى تسليمه القاهرة للعادل وتعويض الأفضل عنها بميافرقين وسميساط، وأخلف العادل وعده له فسار الأفضل إلى صرخد، حيث كان قبلا وأقام العادل بمصر على أنه أمير الأمراء للملك المنصور بن العزيز، وبعد مدة انتزع الملك من المنصور، واستبد به وصالح الملك الظاهر صاحب حلب، وصاحب حماة وانبسط ملكه بسورية.
अज्ञात पृष्ठ