सूरिया का इतिहास में संक्षिप्त
الموجز في تاريخ سورية
शैलियों
وخلفه ابنه أبو تميم سعد ولقب المستنصر بالله، وكان بدمشق الدزبري واسمه أقوش تكين، وصلحت البلاد على يده لعدله، وكان وزير المستنصر يبغضه فأثار الجند بدمشق عليه، فخرج إلى بعلبك سنة 1042 فمنعه عاملها من الدخول إليها، فسار إلى حماة فمنع أيضا وقوتل، فاستدعى بعض أوليائه من كفر طاب فنجدوه وسار إلى حلب فدخلها وتوفي بها، وفسد بعده أمر الشام وطمع العرب بنواحيه فولى الوزير على دمشق الحسين بن حمدان، وملك حسان بن مفرج فلسطين وزحف معز الدولة بن صالح بن مرداس إلى حلب، فملك المدينة كما مر آنفا، وفي سنة 1064 كانت بسورية زلازل خرب بها كثير من البلاد، وانهدمت أسوار طرابلس، وفي هذه السنة ولى المستنصر أمير الجيش بدرا على دمشق، وثار عليه الجند ففارقها، وفي سنة 1069 كانت فتنة بين المغاربة والمشارقة بدمشق واحترق الجامع الأموي، وعجز الناس عن إطفاء النار فدثرت محاسنه، وفي سنة 1070 سار بدر أمير الجيش إلى مدينة صور، وكان قد تغلب عليها القاضي عين الدولة بن عقيل وحاصرها، فأرسل القاضي إلى مقدم الأتراك بدمشق يستنجده، فسار في اثني عشر ألف فارس فحصر صيدا فرحل بدر عن صور إلى أن رجع الأتراك عن صيدا، فعاود حصارها فلم ينل منها مأربا. (2) في بعض ملوك دولة السلجوقيين وما كان في أيامهم بسورية
ظهرت في هذا العصر الدولة السلجوقية، وبعد أن استتب الملك لألب أرسلان أحد ملوكها في خراسان والعراق وغيرهما أخذ ينازع الخليفة الفاطمي سورية، وفي سنة 1071 نزل ألب أرسلان على حلب فبذل له صاحبها محمود بن مرداس الطاعة دون أن يطأ بساطه، فلم يرض ألب أرسلان ذلك وحاصر المدينة ، فخرج محمود ليلا ودخل على السلطان فأقره في ملك حلب، ثم قصد يوسف الخوارزمي أحد أمراء ملكشاه بن ألب أرسلان الرملة ففتحها ثم فتح القدس، وحصر دمشق وضيق على أهلها فلم يقو على فتحها، وقتل السلطان ألب أرسلان سنة 1073، وخلفه ابنه ملكشاه وعاد الأمير يوسف المذكور سنة 1075 إلى دمشق، وحاصرها وفيها وال من قبل المستنصر، فلم يقو على فتحها وعاد إليها في السنة التالية، فسلمها أهلها إليه بالأمان، وخطب فيها للمقتدي بأمر الله الخليفة العباسي، وتغلب على أكثر سورية لملكشاه السلجوقي ابن ألب أرسلان، وسار من سورية إلى مصر وحاصرها، وضيق على أهلها ولم يبق إلا أن يملكها، ولكن قوي بعد ذلك المصريون عليه وهزموه، وقيل: عاد بلا قتال إلى دمشق فرأى أهلها استمروا على الانقياد إليه، لكنه رأى أهل بيت المقدس قبحوا على أصحابه، وحصروهم في محراب داود، فقاتلهم وفتح المدينة عنوة ونهبها، وقتل من أهلها حتى من التجئوا إلى المسجد الأقصى، وكف عمن كانوا عند الصخرة، وأرسل بدر الجمالي أمير الجيوش بمصر عسكرا لطرد الخوارزمي من دمشق، وكان السلطان ملكشاه أقطع أخاه تتش سورية، وما يفتحه فسار إلى حلب وحاصرها، فأرسل الخوارزمي يستمده على عسكر مصر، فسار تتش إلى دمشق فرحل عنها عسكر المصريين والتقاه الخوارزمي، فقبض عليه تتش وقتله وملك دمشق مكانه سنة 1079 أو سنة 1080.
ويظهر أن ملك السلجوقية لسورية لم يكن حينئذ ثابتا، فإن مسلم بن قريش الملقب شرف الدولة صاحب الموصل حاصر حلب سنة 1080، فسلمها أهله إليه، فأرسل ملكشاه إليه العساكر سنة 1085، وهزمه من الموصل فعاد إلى حلب وسار سليمان بن قطامش السلجوقي صاحب قونية إلى سورية، فملك أنطاكية وكانت بيد ملوك الروم من سنة 970، إذ فتحها نيقوفر فوقا وأرسل يبشر السلطان ملكشاه بفتح أنطاكية، وطلب شرف الدولة صاحب حلب من سليمان فاتح أنطاكية أن يحمل إليه ما كان يحمله إليه والي أنطاكية من الروم فأنكره عليه سليمان، فنهب شرف الدولة بلاد أنطاكية ونهب سليمان بلاد حلب، فانتشبت حرب بينهما انهزم فيها شرف الدولة والي حلب وقتلن فولى الحلبيون أخاه إبراهيم أمرهم، فحاصر سليمان حلب ولم يبلغ منها مأربا وما برح يحاول أخذها، فاستدعى بعض الحلبيين تتش صاحب دمشق أخا السلطان ملكشاه، فسار إليهم فتسعرت نار الحرب بينه وبين سليمان ابن عمه المذكور، فانهزم عسكر سليمان وقتل هو، فأرسل تتش جثته ملفوفة بإزار إلى حلب ليسلمها أهلها إليه، فطاولوه إلى أن يرد مرسوم السلطان في أمرها، فحاصرها تتش وملكها، ولما بلغه خبر وصول جيش أخيه السلطان ملكشاه إلى حلب رحل عنها، وتوجه إلى دمشق فتسلم السلطان حلب، ودخل الأمير نصر بن منقذ الكناني صاحب شيزر في طاعته، وسلم إليه اللاذقية، وكفر طاب وأباميا، فأجابه السلطان إلى ما رغب وأضرب عن أن يملك هذه البلاد عنوة، وأقر الأمير نصر المذكور على شيزر وسلم حلب إلى قسيم الدولة أقسنقر.
وفي سنة 1089 جمع أقسنقر والي حلب عساكره، فضيق على الأمير نصر صاحب شيزر المذكور ثم صالح الأمير وعاد إلى حلب، وفي سنة 1090 عمرت مأذنة جامع حلب وفيها خرجت عساكر مصر إلى الشام فحصروا مدينة صور، وكان قد تغلب عليها القاضي عين الدولة بن أبي عقيل وتوفي القاضي المذكور وخلفه أولاده، فلم يقووا على مقاومة العسكر المصري، فسلموا المدينة إليه ثم سلمت إليه صيدا وافتتحوا عكا عنوة، وقصدوا جبيل فملكوها وأقاموا عمالا في هذه المدن، وعادوا إلى مصر.
وفي سنة 1092 أمر السلطان ملكشاه أقسنقر والي حلب أن يساعد أخاه تتش والي دمشق على انتزاع ما بقي بسورية في يد الخليفة الفاطمي، فنزلا على حمص فملكاها وسار تتش إلى عرقا ففتحها، ثم ملك أباميا وسار إلى طرابلس فامتنعت عليه، وفي سنة 1093 توفي السلطان ملكشاه ثم توفي المستنصر الخليفة الفاطمي سنة 1095.
ففي سنة 1094 عزم تتش والي دمشق أن يطلب السلطنة بعد موت أخيه ملكشاه، ووافقه أقسنقر والي حلب وخطب له باغي سيان والي أنطاكية، وافتتح تتش الموصل وبغداد وديار بكر، وسار إلى أذربيجان وكان فيه بركيارق ابن أخيه، وخانه أقسنقر والي حلب فعاد تتش إلى سورية، وأخذ يجمع العساكر ويعد العدد وخاف أقسنقر والي حلب فطفق يحشد الجنود وأمده بركيارق، فالتقى الفريقان على مقربة من حلب، فأخذ أقسنقر أسيرا ثم قتله تتش وملك حلب ، وتوغل في البلاد إلى أذربيجان وهمذان، وخطب له ببغداد المستظهر بالله الخليفة العباسي، وهرب ابن أخيه بركيارق إلى أصفهان، ثم جمع العساكر وعاد إلى محاربة عمه تتش فظهر عليه وقتله.
وكان لتتش ابنان رضوان ودقاق، فنودي برضوان ملكا بحلب، وكان بدمشق سادتكين خادم تتش فاستدعى دقاق بن تتش وسلمه دمشق، فقتل دقاق خادم أبيه والمحسن إليه، واستبد بولاية دمشق سنة 1098، وسار إليه أخوه رضوان ليأخذ دمشق منه، فلم ينل منها مأربا وسار إلى القدس فلم يتيسر له فتحها فعاد إلى حلب، وقصده أخوه دقاق فالتقى الأخوان على قنسرين فانهزم دقاق وعسكره، ثم اتفقا على أن يخطب لرضوان بدمشق قبل دقاق، وفي سنة 1099 كان وصول عساكر الإفرنج إلى سورية، كما سترى في تاريخ القرن الثاني عشر. (3) في بعض المشاهير السوريين في القرن الحادي عشر
أبو العلاء المعري
هو أحمد بن عبد الله أبي قضاعة التنوخي، وكنيته أبو العلاء، ولد بالمعرة سنة 974، وكان أعمى لكنه كان علامة عصره، وله التصانيف الكثيرة المشهورة، وله من النظم لزوم ما لا يلزم في خمسة أجزاء طبع منها جزءان بمصر من عهد قريب، وله كتاب سماه الزند وشرحه بنفسه، وسمي الشرح ضو السقط، وتأليف آخر سماه الأيك والغصون، وهو المعروف بالهمزة والردف في أجزاء كثيرة، وشرح ديوان المتنبي واختصر ديوان أبي تمام وشرحه، وشرح ديوان البحتري، وكثر الطلبة عنده من الآفاق وكاتبه العلماء والوزراء، وعزا بعضهم إليه فسادا في عقيدته لبعض أشعاره المجونية، وبرأ بعضهم ساحته من الكفر وتوفي سنة 1058.
عبد المحسن الصوري
अज्ञात पृष्ठ