अल्फ्रेड नॉर्थ व्हाइटहेड के संवाद
محاورات ألفرد نورث هوايتهد
शैलियों
وأداروا الراديو، وطرق آذاننا صوت من الفضاء يقول: «إن شراب سنودلدكي يصنع من الشعير المحمص.»
وقال مستر هوايتهد وهو يبتسم ساخرا: «هذه هي الأنباء! إنني لم أعرف ذلك من قبل.»
ثم تلت ذلك الأنباء، وكانت مزعجة؛ إلقاء القنابل على برشلونة، وصول تسعة من اللاجئين النمساويين بالطائرة إلى إنجلترا، ولما لم يسمح لهم بالدخول، تناول أحدهم السم في المطار.
ونظروا إلي متسائلين - كأني أعلم من الأمر ما لا يعلمون! - وكل ما استطعت أن أقول هو: «إن المبالغة تشوه الحقائق. أطالع في صحف الصباح وأنا أهبط إلى المدينة العناوين الضخمة التي تملؤني فزعا، برغم عملي الطويل في الصحافة، ولكني حينما أصل إلى مكتبي أعود إلى الصحف مرة أخرى أطالعها بدقة ، فيتبدد الخوف والفزع، وقد سارت الأمور على هذا النسق اثني عشر عاما، وكم من مرة تخيلت أن انفجارا شديدا سيحدث، ولكن الانفجار لا يحدث، والضرر الذي قد ينجم عن ذلك بطبيعة الحال هو أننا قد نفقد في النهاية الحساسية.»
المحاورة الثانية عشرة
28 من أبريل سنة 1938م
يوم من أيام الربيع التي تشتد فيه حرارة الصيف فجأة، وبلغت الحرارة التسعين إلا نصفا بدرجات مقياس الحرارة، ولا يزال البخار يملأ جو المكاتب، فأصبت بالإجهاد الشديد، ولم يكن بوسع أي إنسان أو أي أمر أن يغريني بالخروج في المساء، اللهم إلا آل هوايتهد، وحتى في هذه الحالة بلغت دارهم ذابلا في الساعة الثامنة.
وزالت بيننا الكلفة في ذكر الأسماء، وأمكننا أن نستغني عن وليمة العشاء، واستطعنا أن ندير الحديث وحدنا في عمق وفي سرعة، وانفتحت النوافذ تستقبل ليل الربيع، فنسينا كل ما أصابنا من إجهاد أثناء النهار.
وتحدثنا عن حياتهما في جرانتشستر حينما كان هوايتهد زميلا بكلية ترنتي في كمبردج، وكانا يقطنان «بيت مل» القديم، وأطلعاني على صورة ملونة له في «المجلة الجغرافية الوطنية» لشهر سبتمبر من عام 1936م، وكانت الحياة في القرية تسير بكل ما عرف عنها من تفكك من عهد شوسر، وإلى جوارها الجامعة تؤانسها غير آبهة بها؛ فالقرية أشبه بابن الزنا، يخرج إلى الوجود نتيجة ل «غلطة يسيرة»، وكان أهل القرية في سذاجتهم وحسن نيتهم يعتمدون بغريزتهم على الأعيان، كما كانوا يفعلون منذ قرون، والأعيان لا يخيبون رجاءهم، فإن فعلوا فقدوا مكانتهم، وإذا أخطأ أحد المرشحين لمجلس النواب من الأحرار فتخلى عن العمادة المحلية، ثارت زوبعة من الغضب، واضطر إلى الابتعاد تفاديا لسوء العواقب. وكان «بيت مل» جذابا بهيج المنظر، ليس به إلا عيب واحد، هو الفيران، وكانوا يقاومونها بمختلف الطرق، ولكنها كانت تعود أحيانا، فيحاربونها حربا شعواء داخل جدران ذلك المسكن القديم؛ فكانت الحياة في هذا البيت في نظر الزائر مثيرة، وكان آل هوايتهد يروون لنا قصتهم مع الفيران، فكنا نقابل ذلك بالضحك العميق.
ثم انتقلنا أخيرا إلى ما أسماه هوايتهد تساؤلنا عن «الألغاز التاريخية»: «هل أوهن من ذكاء الإسبانيين طردهم اليهود والبروتستانت؟» ثم أضاف قائلا: «إن الذهب
अज्ञात पृष्ठ