अल्फ्रेड नॉर्थ व्हाइटहेड के संवाद
محاورات ألفرد نورث هوايتهد
शैलियों
وأخرج من جيبه مفكرة مواعيد صغيرة مصنوعة من الجلد الأسود المذهب الأطراف، واستطلع صفحاتها.
وقال: «يوم الخميس مناسب.» - «سيدعوك إلى إلقاء محاضرات في العام المقبل، ويجب أن تكون حازما.» - «أعرف ذلك.» - «واذكر أنه ألماني، وسوف يرغي ويزبد في الحديث، وعليك أن تلزم الصمت، وينبغي ألا يغلبك بكثرة الكلام.» - «لن أمكنه من ذلك.»
واتجهت إلي وابتسمت لهذا الحوار العائلي، وكان زوجها غاية في الثبات.
ثم دق التلفون مرة أخرى، وكانت المتحدثة هذه المرة سكرتيرة مدرسة إدارة الأعمال، وقالت إن أباها - وهو قسيس ريفي من مين - «يرغب رغبة ملحة في زيارة هوايتهد.» وتذمرت مسز هوايتهد وقالت لزوجها: كأنك الإله بنفسه! يا للعجب، هل أنت إله! وتقرر قبول الزيارة بيد أن الفتاة اعتذرت عن عدم حضورها شخصيا برغم رجائها في ذلك. - «لماذا اعتذرت؟» - «لقد قالت إنها لا تملك ما تأتي به. وهو كلام لا معنى له! ويدعو إلى الأسف. ومن أين لها هذا الحط من شأن نفسها؟»
فقال هوايتهد: «إنه «الإحساس بالإثم»، وهو أسوأ الكوارث التي حلت بالإنسان.»
وبعدما انتهى هذا الحديث العائلي المعترض، عدنا إلى النقاش في الموازنات بين القواعد التي تتحكم في الأشكال الفنية المختلفة، وفي الحيل المتنوعة التي لجأ إليها الفنانون للتعليق على موضوعات فنهم، ومنها أغاني الجوقات في المسرحية الإغريقية، ومنها تلك الصورة الرمزية التي نراها على مقابر مديتشي والتي رسمها ميشيل أنجلو.
وقال هوايتهد: «إنه التاريخ البشري يتحدث في الصور الأربع الرابضة، ولكن أهل مديشيا لا يفقهون ذلك.»
قلت: «يظهر أن ميشيل أنجلو كان يعرف ذلك في حينه، فلما قيل إن تمثالي جوليان ولورنزو لا يشبهانهما، أجاب ميشيل أنجلو بقوله: «ومن الذي يدرك ذلك بعد اليوم بعشرة قرون؟»»
وقال هوايتهد: «أما عن أغاني الجوقات في المأساة اليونانية، فهي تحتل مكانتها، وكأن الشاعر يكف عن الكلام، فتبدأ الطبيعة البشرية - وحقائق الحياة العظيمة الأولى - في التحدث على لسانه.» - «هل من العدل أن نقول - كما يقول الكثيرون - إن الفكر العبري فيه من عناصر الشفقة الإنسانية أكثر مما نجده في الفكر الهليني؟»
وكانت إجابته كأنها حديث مروي، وقد ألقاها في رفق ولين.
अज्ञात पृष्ठ