तिम्बकटू के पुस्तक भगोड़े
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
शैलियों
بمناسبة بداية شهر رمضان المعظم في العشرين من يوليو، وضع الأمير ومستشاروه اللمسات الأخيرة على مذكرة من ثمانين صفحة بعنوان «توجيهات عامة بخصوص المشروع الإسلامي الجهادي بأزواد» وأرسلها إلى القادة التابعين له في مالي. لم يكن من شأن العالم أن يطلع على نطاق واسع على صفحات هذه الوثيقة الداخلية إلا في العام التالي، عندما عثر عليها مراسلون كانوا ينبشون الركام والورقيات التي كان محتلو تمبكتو قد تركوها وراءهم. كانت الوثيقة منظمة بعناية، مع انتقادات تسبقها وتليها ملاحظات إيجابية عن الفرصة العظيمة «للمولود الصغير» المتمثل في مشروع أزواد الإسلامية. اشتملت الوثيقة في أجزاء منها على نوع من كلام الأعمال الذي قد يجده المرء في تقرير لإحدى الشركات؛ إذ ورد مرات عديدة ذكر «الأطراف الخارجية صاحبة المصلحة» وتحذيرات من «الوضوح الشديد على الساحة السياسية والعسكرية الحالية»، علاوة على مخاوف بشأن وصمة القاعدة. كان جوهر المذكرة واضحا: وهو أن فرع الصحراء الكبرى لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي كان يمكنه إفساد هذا المشروع الجهادي برمته.
كتب دروكدال أنه ربما لا تكون القوى الكبرى في وضع يسمح لها باستخدام القوة بسبب إنهاك جيوشها والأزمة المالية العالمية الجارية، لكنها مع ذلك ستحاول أن تعيق إقامة دولة أزواد الإسلامية. وأضاف أنه من المحتمل، بل من المؤكد، أن تقوم بنوع ما من التدخل العسكري أو تمارس ضغطا من خلال فرض حظر اقتصادي وسياسي وعسكري شامل، وعند هذه المرحلة سيجبر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على التقهقر إلى قواعده في الصحراء. ومع الأخذ في الاعتبار أن القاعدة كانت تمثل استفزازا للغرب، كان من الأهمية بمكان التخفي. كتب دروكدال ناصحا: «يسعكم في ذلك السكوت والتظاهر بأنكم حركة «داخلية» لها قضاياها واهتماماتها الخاصة.» ثم أضاف: «التدخل الخارجي سيزداد تأكده وسيتم التسريع به كلما تفردنا [تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي] بالحكومة وبرزت هيمنتنا عليها بشكل واضح جدا.»
يجب عليهم أيضا أن يتجنبوا الإقدام على مخاطرات. كانت السرعة التي يتحرك بها القادة المحليون لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في مواجهة إسلام المنطقة تمثل خطأ كبيرا. ذكر دروكدال في فقرة تنطوي على انتقاد لاذع: «ومن السياسات الخاطئة التي نراكم قد وقعتم فيها: التسرع في تطبيق الشريعة وعدم مراعاة التدرج الضروري في بيئة يغلب عليها الجهل بأحكام الدين وعلى شعوب غيبت عنها أحكام هذه الشريعة لقرون متتالية من الزمن.» لقد أثبتت التجارب السابقة أن تطبيق الشريعة بهذه الطريقة «سيؤدي حتما إلى نفرة الناس من الدين وبغضهم للمجاهدين.» وهو ما من شأنه أن يؤدي، بالتالي، إلى فشل «تجربتنا.»
اشتملت الأمثلة المحددة على هذا التسرع، التي أمرهم هو والمجلس الحاكم لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بألا يكرروها، على هدم الأضرحة وتطبيق الحدود. وفيما يتعلق بقرار هدم الأضرحة، كتب: «إن تمكننا الآن غير مكتمل، والتدخل الخارجي قادم، والناس حديثو عهد بالفتح ... فالمفاسد المترتبة على هذا الفعل ليست هينة ولن يغفر لنا إن واصلنا على هذا النحو.» لكن «الخطأ الجسيم» الذي وقعوا فيه كان الخلاف مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد، التي كانت شريكا ضروريا في النضال من أجل تحقيق أهداف تنظيم القاعدة، حتى وإن لم تبد نصيرا طبيعيا. شعر دروكدال بالقنوط لنقض الاتفاقات مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد ومع حركة التمرد العربية. كتب أنه ينبغي استخدام هذه الجماعات لبناء الدولة والدفاع عنها ضد التدخل الأجنبي. ورأى أن الاتفاق الذي كان قد وضع بين الحركة الوطنية لتحرير أزواد والقاعدة كان «فتحا» عظيما تخطى كل ما كان يأمله تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من حركة من المفترض أن لها نزعات علمانية.
إجمالا، بينما كان ينبغي أن تقدم القاعدة مواردها لدولة أزواد، لم يكن من مصلحتها ولا في وسعها أن تحكم الإقليم في حين أن هدفها الأساسي كان الجهاد العالمي. لذلك كان ينبغي عليها أن تبقى في خلفية المشهد، مقدمة الدعم لحكومة من أزواد بقيادة إياد آغ غالي وجماعة أنصار الدين، لكنها تشمل ممثلين لكل الطوائف في الشمال - الحركة الوطنية لتحرير أزواد، والعرب، والسونجاي، والفولاني - وأن تركز طاقاتها على المشهد الأشمل.
واختتم قائلا: «وفي الختام فإن هذه التوجيهات والتصور العام هي مما نراه الأسلوب الأمثل لتجنب أخطاء الماضي الذي ذقنا مرارته ونتمنى عدم تكراره.»
إلى من كانت مذكرة دروكدال موجهة؟ بالتأكيد ليس إلى أبي زيد، المقرب من دروكدال والذي أدت عمليات الخطف التي قام بها إلى رفع مكانة التنظيم وزيادة احتياطاته النقدية بدرجة كبيرة. الاحتمال الأكبر أنها كانت موجهة إلى مختار بلمختار، القائد الأعور الذي قاد القتال مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد في جاو. كان من شأن بلمختار أن ينفصل بعد قليل عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي انفصالا تاما ويؤسس كتيبة الموقعين بالدم المنافسة ، وأن يكتب إلى الزعيم العالمي للقاعدة، أيمن الظواهري، يخبره أن دروكدال كان منفصلا انفصالا عميقا عن واقع الأمور والأحداث الجارية. وبالنظر إلى أن الجهاديين كانوا بالفعل قد جروا جثة العقيد بونا آغ طيب عبر شوارع جاو وأجبروا الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد على الفرار من مقر عملياته، فقد كانت وجهة نظره مقبولة؛ فبالتأكيد كان وقت رأب الصدع في العلاقات مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد قد ولى منذ زمن بعيد.
أيا كان رأي قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي جنوب الصحراء الكبرى في كلمات الأمير، فقد كان تأثيرها ضعيفا. تحرك قادة تمبكتو الجدد بسرعة أكبر حتى من ذي قبل، عالقين في مسارهم، ومتولين إدارة إقليم حيث كان أمر تسيير الأمور يمثل تحديا صعبا. •••
أما رجال المكتبات في باماكو فكانوا يرون أن الحاجة إلى إجلاء المخطوطات تزداد إلحاحا. أمضى حيدرة أيامه في حلقة مفرغة من لقاءات جمع تبرعات غير مثمرة. لقد طاف من جديد على السفارات، واتصل ب «أصدقاء مالي» (قال حيدرة: «إن لمالي أصدقاء كثيرين») ليرى إن كان أي شيء قد تغير، لكن هذه الاتصالات أسفرت عن نفس الرد مرارا وتكرارا: تذكر قائلا: «كان الرد: «لا، لا، لا، لا يمكننا أن نفعل أي شيء مثل ذلك».» وأردف: «ثم كانوا يضيفون: إن ذلك يمثل التراث القومي لمالي، ونحن أصدقاء مالي، وإن شرع بلدنا في أن يساعدك في فعل ذلك، فستبدأ مالي في اتهامنا. لا يمكننا أن نتورط في ذلك.» بدا له أن معارفه الذين كان يتصل بهم لم يعودوا يتحدثون معه بنفس نبرة الاحترام التي كانوا يتحدثون بها في السابق. وأخيرا، أوضح له أحد «الأصدقاء» أن الشركاء الدوليين لم يكن لديهم ثقة فيما كان يجري في البلاد، ولذلك ما كانوا سينفقون أموالا هناك. شعر حيدرة بأنه قد خدع.
قال: «فهمت أمورا كثيرة.» ثم أضاف: «ذكرني هذا بلقاءات كثيرة اجتمعت فيها مع أشخاص آخرين. لم يكونوا صريحين معنا.»
अज्ञात पृष्ठ