तिम्बकटू के पुस्तक भगोड़े
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
शैलियों
لم يهدر مجلس الرابطة الأفريقية وقتا. بعد أربعة أيام من الاجتماع في حانة سانت ألبان، اجتمع أعضاؤه في منزل بانكس في ميدان سوهو ليناقشوا أمر إرسال أول مستكشف «بأقصى سرعة» بحثا عن اكتشافات جديدة. وعلى حد قول أحد رجال الدولة الأفارقة في القرن العشرين، فإنه لم يكن يهم كثيرا أنه «لم يكن يوجد ما يكتشف؛ فقد كنا موجودين هنا طوال الوقت.» •••
ما نوع الشخصية التي من شأنها أن تغادر من فورها إلى المجاهل الشاسعة لخرائط الرابطة الأفريقية؟ من كان شجاعا، أو يائسا، أو مغرورا بما يكفي لأن يجازف بالاستكشاف، وأن يغامر بحياته - ولقد كان ما يغامر به دوما هو «حياته هو» - في أرض كانت ملامحها الرئيسية مجهولة، فضلا عن طبيعة سكانها، ووحوشها، وطقسها وأمراضها؟ أي مكافأة يمكن أن تغري رجلا على أن يتجول على غير هدى وسط قبائل البليميين والتروجلودايت، دون أن يكون متسلحا إلا بمسدس ومظلة وأشياء قليلة أخرى؟ إن أي رجل أوروبي جيد الاطلاع طلب منه في عام 1788 أن يرتحل إلى المناطق الداخلية للقارة كان لا بد أن يعتبر الرحلة بمثابة حكم بالإعدام، كما كان حالها وأن يبقى بالديار. ولكن مستكشفي الرابطة الأفريقية لم يكونوا على اطلاع جيد. وكان ذلك، من نواح كثيرة، هو بيت القصيد.
لم تكن الحواجز الجغرافية مستعصية. نعم، كانت المسالك عبر الصحراء تعج بالهياكل العظمية للدواب والعبيد على حد سواء، ولكن الصحراء الكبرى، التي كانت تشبه إلى حد كبير محيطا، كانت تتقاطع فيها طرق التجارة وكانت تجتازها القوافل طيلة قرون. في المناطق الاستوائية، كان يمكن للأمطار الغزيرة الجارفة أن تعوق حركة المستكشف، لكن لم تكن توجد سلاسل جبال منيعة من قبيل تلك التي في آسيا، ولا غابات يستحيل اختراقها مثل تلك التي في حوض الأمازون. ويمكن للرحالة أن يتحرك من قرية إلى أخرى عبر شبكة من الدروب والمسالك المعروفة.
الأمر الذي كان يمكن أن يكون أكثر خطورة هو الاستقبال الذي كان من المرجح أن يلاقيه المستكشف المسيحي. بعد قرون من الصراع الديني، عرف المسلمون في شمال أفريقيا أن الأوروبيين كانوا يريدون تجارتهم وأرضهم، بينما كان الرحالة غير المسلمين بمثابة هدية لرجال القبائل الصحراوية الذين كانوا يبحثون عن مصادر مشروعة للسرقة. فحسبما أورد التاجر، الذي كان يتخذ من السنغال مستقرا، أنطوان برونو دي بومجورج في عام 1789: «من المستحيل أن يكون المرء على معرفة بالمناطق الداخلية البعيدة للبلد، لأن ... الرجل الأبيض الذي سيمتلك الشجاعة الكافية لأن يقدم على رحلة كهذه ستقطع رقبته قبل أن يصل إليها.»
على مسافة أبعد جنوبا، كان الناس أكثر تسامحا مع غير المسلمين، لكن كان يتربص بهم هنا تهديد أعظم، كما أوضح قول مأثور قديم عند تجار الرقيق:
احذر، احذر من خليج بنين؛
لأن قلة يخرجون منه مع أن كثيرين يدخلون إليه!
أدى المرض إلى جعل غرب أفريقيا المكان الأكثر فتكا في العالم بالأوروبيين. في أوائل القرن التاسع عشر كان يمكن توقع أن يلقى ما يقارب نصف أي سرية جنود متمركزة على الساحل الغربي الأفريقي، الذي أصبح معروفا بأنه «مقبرة الرجل الأبيض»، حتفهم في غضون عام. وكانت المناطق الداخلية تشتهر بأنها أكثر فتكا: فكانت بعثات التجارة في المناطق الداخلية، التي كان من شأنها أن تعني موتا شبه مؤكد للأوروبي، توكل من الباطن لتجار أفريقيي المولد.
كان يتفاخر في الإقليم بتلك البيئة الغنية بالطفيليات المخترقة للجلد، والفيروسات، والبكتريا، والحشرات التي ما كان بوسع أي مستكشف أن ينجو منها. اشتملت تلك الأشياء على دودة غينيا، التي كانت يرقاتها تدخل الجسم عن طريق مياه الشرب، ثم تنتقل إلى النسيج الذي يوجد تحت جلد الضحية، حيث كانت تنمو، على مدى عدة أشهر، حتى يصل طولها إلى ثلاثة أقدام. وإذا نجا العائل من هذا العذاب، كانت تظهر في أسفل الساق بعد عام بثور مليئة بالصديد ومؤلمة بشدة، ثم تنفتق إذ تشق الديدان العملاقة طريقها خروجا منها. في الوقت نفسه، كانت ذبابة التسي تسي الماصة للدماء تحمل داء النوم، الذي كانت أعراضه الأولية من حمى وفقدان للوزن تؤدي إلى حدوث تغيرات في الشخصية وحالة من النوم القهري مع انتقال المرض إلى المخ، ليقتل العائل بعد عدة أعوام فحسب. ويمكن لحالات العدوى المعوية مثل الدوسنتاريا الأميبية أن تكون مميتة أيضا.
ومع ذلك فإن أخطر مرض بفارق ما كان الملاريا. الشكل الأكثر شيوعا من هذا الطفيل في غرب أفريقيا، المعروف باسم «المتصورة المنجلية»، هو أيضا الأشد فتكا: إنه ما زال يقتل مئات الآلاف من البشر سنويا. تترعرع البعوضة التي تحمله حول البشر، ويمكن ليرقاتها أن تنمو في بركة صغيرة بصغر أثر قدم حيوان. وما إن تحقن كائنات الملاريا الدقيقة في الجسم، حتى تدخل في مجرى الدم وتحمل إلى الكبد، حيث تنمو داخل الخلايا التي تنفجر بعد ثمانية إلى اثني عشر يوما، لتنطلق عشرات الآلاف من الذرية، التي تبدأ بعد ذلك في اجتياح خلايا الدم الحمراء للعائل وتلتهمها من الداخل. وعندما تنهار كل خلية، تنتقل الطفيليات إلى خلايا أخرى، حتى يتعرض دم العائل للتكسر على نطاق هائل. يبدأ الضحايا في تقيؤ عصارة المرارة، ويكتسب جلدهم، وأظافرهم، وعيونهم لونا أصفر. وأخيرا، يتحول لون برازهم وبولهم إلى اللون الأسود، وحينئذ لا يكون الموت عنهم ببعيد.
अज्ञात पृष्ठ