तिम्बकटू के पुस्तक भगोड़े
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
शैलियों
لم يكن قد مر سوى أحد عشر عاما فقط على قيام نيلسون مانديلا ب «مسيرته نحو الحرية»، وسبعة أعوام فقط على انتخابه رئيسا وأعلن أن الفصل العنصري البغيض قد صار شيئا من الماضي. كان إيمبيكي، باعتباره خلفا لمانديلا، يضغط بشدة لتحرير القارة من التفكير العنصري الذي ينتمي إلى الماضي. أدرك أن الأدلة الموجودة في مركز أحمد بابا يمكن استخدامها لإعادة توجيه الحياة الفكرية للقارة بعيدا عن تفضيلها المتحيز للندن وباريس، العاصمتين الاستعماريتين القديمتين، ويمكن أن تساعد في صياغة هوية محلية للقارة.
عند عودته إلى جنوب أفريقيا، بادر إيمبيكي إلى بدء مشروع عملاق كانت مهمته استغلال المخطوطات. على مدى العقد التالي، كانت ملايين الدولارات من الأموال الجنوب أفريقية ستضخ من أجل البناء، وصيانة المخطوطات، والبرامج البحثية في مالي وجنوب أفريقيا لتطوير ما وصفه شاميل جيبي، رئيس مشروع مخطوطات تمبكتو في جامعة كيب تاون، بأنه «تراث أدبي تعرض للتقليل من شأنه إلى حد كبير ومن المحتمل أن يكون رمزا لتراث قاري أوسع نطاقا من الإبداع والتقليد المكتوب على وجه التحديد.» في عام 2009، افتتح مبنى مركز أحمد بابا الجديد، المصمم على يد معماريين جنوب أفريقيين، والذي تكلف 8,36 مليون دولار، بجوار مسجد سانكوري، متضمنا خدمات ترميم المخطوطات وتصنيفها ورقمنتها.
مع تدفق الأموال إلى تمبكتو، ووصول أرقامها إلى مستويات مذهلة، كان من المؤكد أنه لن يمضي وقت طويل قبل أن تقدم الوثائق اكتشافات ذات أهمية تاريخية. ولكن التقدم كان بطيئا على هذه الجبهة. في عام 1999، بدا أن هنويك كان على وشك أن يتوصل لكشف مهم عندما أطلع على كنز دفين من الوثائق في مكتبة فوندو كاتي كان يبدو أنه يحتوي على مواد مرجعية أصلية لكتاب «تاريخ الفتاش»، مكتوبة على هوامش نصوص أخرى. كانت هذه الوثائق تمثل، بحسب ما قيل لمراسل صحيفة «شيكاجو تريبيون» في عام 2001، المعادل الأفريقي للوثائق الأنجلو ساكسونية، وهو ما كان من شأنه أن يغير الآراء التي كانت تحظى بالقبول منذ وقت طويل عن التاريخ الأفريقي. إلا أن هنويك كان قد أصيب بسكتة دماغية في عام 2000، وتوقف البحث في الوثائق. في الواقع، عندما قلبت الأمور رأسا على عقب فيما يتعلق بالتاريخ السوداني، لم يكن ذلك على الإطلاق بسبب اكتشافات جديدة في المخطوطات. في العقد الأول من القرن الحالي، أتت أهم الاكتشافات المتعلقة بحقبة سونجاي من مصدر مختلف تماما؛ ألا وهو، النقوش العربية من العصور الوسطى المكتوبة على شواهد القبور في المنطقة.
كان الرجل الذي فك رموز هذا الدليل المتعلق بالكتابات المنقوشة هو طبيب بشري برازيلي تحول إلى منقب في التاريخ يدعى باولو فرناندو دي مورايس فارياس. كان فارياس قد عاش وعمل سنوات عديدة في غرب أفريقيا وتنامى لديه شغف بهذه الكتابات التي يرجع تاريخها إلى قرون عديدة. ماذا كانت تعني؟ أي ثقافات أنتجتها؟ أمضى فارياس ثلاثين عاما في اكتشاف ذلك. ظهر عمله الأعظم «نقوش العصور الوسطى العربية من جمهورية مالي»، في عام 2003، بعد أربعة أعوام من نشر هنويك لترجمته الإنجليزية الجديدة البارزة لكتاب «تاريخ السودان». كان من شأن النتائج أن تشكل تحديا لأسس التأريخ الشائع القبول عن تمبكتو وإمبراطورية السونجاي الذي كان قد بدأ باكتشاف بارت لكتاب «تاريخ السودان» في عام 1853.
بما أن الكتابات المنقوشة، التي كان قد أعيد اكتشافها في القرن العشرين، كانت ترجع إلى ذلك العصر، لذا كانت أقدم مصادر الكتابة في المنطقة وأكثرها موثوقية، إذ كانت تسبق كتب التأريخ بمئات السنين. ومع ذلك فقد تعرضت للتجاهل إلى حد ما لأنها لم تكن تتوافق مع التأريخ المذكور في كتابي «تاريخ السودان» و«تاريخ الفتاش». كان الأكاديميون قد تفاعلوا معها بنوع من «فورات الحماس» التي استتبعها «عدم يقين معطل»، بحسب ما كتب فارياس؛ إذ لم يكن لديهم أي فكرة عن كيفية ربطها بالمصادر الوثائقية المعروفة: لم تتطابق التواريخ، ولا أسماء السلالات الحاكمة، ولا الحكام. كان يمكن فقط لشخص بمعرفة وتفاني فارياس أن يفهمها ويكتشف الكيفية التي يمكن أن تتوافق بها مع الكتب التاريخية.
ما بدأ البرازيلي يدركه هو أن كتب التاريخ على الرغم مع كونها مصدرا قيما، فإن أجزاء كبيرة منها لم تكن دقيقة تاريخيا على الإطلاق: في الواقع، كان مؤلفوها قد صاغوا سردا لتاريخ سونجاي من أجل المهمة السياسية المتمثلة في إعادة توحيد الناس الذين عاشوا في منحنى نهر النيجر بعد الغزو. كان الغزو المغربي قد حول الأسكيين إلى ملوك أشبه بالدمى وأدى إلى تقليص الامتياز الذي كان يتمتع به سكان المدن المتعلمون في ظل حكمهم، بينما كان سماسرة السلطة الجدد في منطقة سونجاي لا يزالون يصارعون من أجل الحصول على الشرعية. وبحسب ما برهن فارياس، فإن كتب التاريخ كانت لذلك مصممة على هيئة شكل من أشكال «إدارة الكوارث»، وهو شكل جديد من الأدب يهدف إلى التوفيق بين النخب وتمكينهم من المضي قدما معا. لقد كانت مؤلفة بطريقة جعلت قصة السونجاي تظهر على صورة «سرد فريد ومحكم»، لكن هذا كان مصطنعا؛ إذ اختصرت فترات نفوذ القوى الأجنبية مثل مالي وبسطت فترة حكم ملوك سونجاي إلى الوراء وكذلك إلى الأمام عبر الزمن. هذه النسخة المعدلة من الأحداث ذات الطابع القومي المنتمي إلى السونجاي استبعدت من قوائم الملوك سلالات حاكمة كاملة، مثل سلالة تحمل لقب «ملك»، كان بعضها يسبق سلالة زا، وعلى الأقل ست حاكمات نساء حملن لقب «ملكة» وشكلن سلسلة ملكية مستقلة.
للمساعدة في ملء الفجوات في تاريخ سونجاي، اقتبس مؤلفو كتابي «تاريخ السودان» و«تاريخ الفتاش» من أساطير سابقة لثقافات أخرى. أخذت قصة علي كولون، على سبيل المثال، من تراث الطوارق، ومن المحتمل أنه لم يكن شخصية حقيقية ، شأنه في ذلك شأن زا الأيمن، الملك الأسطوري الذي قتل الإله-السمكة.
بحسب ما كتب فارياس، كان يوجد سببان وراء أن المؤرخين الأقدم لم يلاحظوا هذه الأخطاء. كان السبب الأول هو المصادفة القدرية التي جعلت بارت يعثر على كتاب «تاريخ السودان» وليس على دليل الكتابات المنقوشة. وبعد أن اطلع المؤرخون على كتب التاريخ بكل تفاصيلها النابضة بالحياة، كانوا مترددين في قبول الأدلة التي تعارضت معها. كان السبب الثاني، بحسب فارياس، نتاجا للثقافة العنصرية في أواخر القرن التاسع عشر. كان المستشرقون الفرنسيون قد اعتبروا أحمد بابا مثالا لفقهاء تمبكتو بسبب كتابته العربية النثرية الجميلة، بينما نسب إلى مؤلفي كتابي «تاريخ السودان» و«تاريخ الفتاش» فحسب، الذين كتبوا أعمالهم في فترة لاحقة وبلغة عربية ركيكة، فضل قدرتهم على النقل الأمين لاكتشافات أسلافهم الألمع.
من وجهة نظر فارياس، لم تجعل هذه الاكتشافات كتب التأريخ عن تمبكتو غير ذات صلة. ليس الأمر كذلك على الإطلاق. لقد كانت أكثر تطورا وتعقيدا مما اعتقد أي أحد. فبتجميلها للتاريخ بهذه الطريقة، كانت قد شكلت أكثر كتابة مبدعة خرجت في أي وقت من المدينة. وخلص إلى ما يلي: «يجب علينا أن نعتمد اعتمادا أقل على عمليات إعادة البناء التي قدمتها كتب التأريخ للماضي القديم، وأن نتعلم في الوقت نفسه احترام مهارات المؤرخين بصفتهم حرفيين في كتابة النصوص وعملاء أيديولوجيين.»
لذا حتى في بداية القرن الحادي والعشرين، في الوقت الذي يمكن فيه القول إن الكثير من اللبنات الأساسية لتاريخ العالم قد ترسخت، كان ماضي غرب أفريقيا محل مراجعة وتنقيح جاد. أظهر فارياس، مرة أخرى، أن ما كان يعتقد لزمن طويل عن تمبكتو كان خطأ.
अज्ञात पृष्ठ