मुहम्मद इक़बाल
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
शैलियों
كان شعره، وما يزال، أناشيد مسلمي الهند المجاهدين. ولا ريب أن شعر إقبال أشعل في النفوس ثورة على سلطان الإنكليز في الهند، وأمد المجاهدين بالأمل والعزم والإقدام.
وقد شارك إقبال، إلى هذا، في سياسة بلاده بأقواله وأفعاله، ورأس مجامع سياسية. وكان عمادا قويا لحزب الرابطة الإسلامية.
وحسب رجل أن يقول فيه القائد الأعظم محمد علي جناح: كان لي صديقا، وإماما وفيلسوفا. وكان في أحلك الساعات التي مرت بالرابطة الإسلامية راسخا كالصخرة. لم يزلزل لحظة واحدة قط. •••
وألح عليه أصدقاؤه سنة 1926 أن يرشح نفسه في انتخاب الجمعية التشريعية في بنجاب، فأيده الناس وانتخب بغير عناء. ولا تزال خطبه في هذه الجمعية شاهدة بعمله فيها.
وقد عمل في حزب الرابطة الإسلامية ورأس الاجتماع السنوي في إله آباد سنة 1930. وكانت أحوال مسلمي الهند حينئذ تعظم الشقة والتبعة على من يتصدى لقيادتهم. وفي هذا الاجتماع ألقى خطبة مسهبة دعم فيها آراءه بحجج من الفلسفة والاجتماع والأخلاق. ونبه الناس إلى أن اتحاد الهند عسير في هذه الأحوال، ولا سبيل إلى جمع الكلمة إلا باعتراف كل جماعة في الهند بالجماعات الأخرى، والتعاون بين الجماعات المختلفة.
قال: «إن رينان الفيلسوف الفرنسي يقول: إن الإنسان ليس أسيرا للجنس والدين ولا لمجاري الأنهار وسلاسل الجبال، ولكن كل جماعة كبيرة من البشر، صحيحة العقل حية القلب، ينشأ فيها شعور يجمعها، تسمى أمة .
يعني أن الأمة لا تنشأ بالأقوام والأوطان، ولكن بالشعور الذي يربط آحادها.
ثم قال إقبال: إن الفرق الاجتماعية والجماعات الدينية في الهند لا تقبل التغاضي عن أشخاصها من أجل الوحدة الهندية، حتى ينشأ لها هذا الشعور الذي ينشئ الأمة في رأي رينان. إن لهذا الشعور ثمنا يأبى أهل الهند أن يؤدوه.
فينبغي إذا ألا نلتمس اتحاد الهند في محو الفوارق بين الجماعات، بل نلتمسه في الاعتراف باختلاف الجماعات والعمل للتعاون بينها.
إن السياسي ينبغي أن يعترف بالحقائق الماثلة ويستفيد منها جهد الطاقة. وإن وجدنا وسائل للتعاون الحق، يحل السلام والصفاء في هذه الأرض العتيقة، وتحل مشاكل آسيا السياسية كلها. إنا ليحزننا أن نرى إخفاقنا في مساعينا إلى الاتفاق على ما يحقق السلام بيننا.»
अज्ञात पृष्ठ