मुहम्मद इक़बाल
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
शैलियों
الغياب والحضور
وسنة الظهور
وقلت له حين انفض المجلس: لا تؤاخذني، ليس في وسعي أن أنشد شعرك خيرا مما أنشدت. فقال: حسن! أنشدت صحيحا. ووقف إقبال بعد أن عرفت الحاضرين به تعريفا موجزا، فتكلم بالإنكليزية في أحوال المسلمين وتطور الفكر الإسلامي، وأفاض ما شاء علمه وبيانه. ومما وعيته من هذا الكلام قوله عن الصوفية: إنهم علماء النفس بين المسلمين.
وقد وكل إلى الأستاذ محمد الغمراوي أن يسجل خلاصة خطاب إقبال ويقرأها على الحضور. فكتب وحاول أن يترجم ما كتب ارتجالا، ثم رأى أن يترجم على روية وينشر الترجمة في مجلة الشبان المسلمين. وقد حرصت على لقاء الشاعر من بعد، ولكن ضيق الوقت قبل سفره إلى القدس لشهود المؤتمر الإسلامي لم يبلغني ما حرصت عليه إلا لقاء للوداع في محطة القاهرة.
ولبثت أكتب عن إقبال، وأترجم من شعره ما وسع وقتي، وعلى قدر فقهي وعلمي بسيرته حتى نعي إلينا في نيسان من سنة 1938م.
فكان كما قال أبو تمام: أصم بك الناعي وإن كان أسمعا.
وقد احتفلت جماعة الأخوة الإسلامية بتأبينه - وكنت يومئذ رئيس الجماعة - فكان لها حفلتان بقبة الغوري وجمعية الشبان المسلمين، وتكلمت في الحفلين وأنشدت من منظومة اللمعات التي نظمتها وأهديتها إلى إقبال. وأنشدت قصيدة ترجمتها من ديوانه «بانگ درا». وكان مما قلت في أحد خطاباتي في تأبين الشاعر العظيم:
في اليوم الحادي والعشرين من شهر نيسان/أبريل سنة 1938م، والساعة خمس من الصباح، في مدينة لاهور، مات رجل كان على هذه الأرض عالما روحيا يحاول أن ينشئ الناس نشأة أخرى، ويسن لهم في الحياة سنة جديدة.
وسكن فكر جوال جمع ما شاءت له سعته من معارف الشرق والغرب، ثم نقدها غير مستأسر لما يؤثر من مذاهب الفلاسفة، ولا مستكين لما يروى من أقوال العظماء.
ووقف قلب كبير كان يحاول أن يصوغ الأمة الإسلامية من كل ما وعى التاريخ من مآثر الأبطال وأعمال العظماء.
अज्ञात पृष्ठ