मुहम्मद अली जिन्ना
القائد الأعظم محمد علي جناح
शैलियों
وتعرض جناح لهذا الخلق غير مرة في حياته القضائية، وحياته السياسية، فسلك في جميع هذه المرات بداهة ما ينبغي أن يسلكه، غير مكترث بما يكون.
اشتهر رئيس محكمة إنجليزي بالغطرسة والولع بالتبكيت والغضب في موجب وغير موجب، ومثل جناح أمامه في قضية كبيرة يهمه أن يكسبها، وقلما كان أصحاب القضايا يندبونه للدفاع عنهم في غير القضايا الكبار.
وخيل للرئيس أن الحسناء تغري باحتمال المهر وإن عظم، وأن حرص المحامي على القضية خليق أن يجرعه غصة التبكيت والزجر العنيف، فإذا هو يقاطع جناحا في مرافعته، ولم يكن خاشعا في هذه المرافعة كما تعود الرئيس المتغطرس من المحامين «الوطنيين» أن يخشعوا في حضرته أمام هيبته، فيقول له في غضب وكبرياء: أتراك تحسب أنك تتكلم هنا أمام قاض من قضاة الدرجة الثالثة؟
وفي مثل رجع الصدى كان الجواب يعود إلى الرئيس المتغطرس بالرد المفحم، ولم يفرغ القاضي من كلمته حتى كان جناح يفوه برده كأنه كان يتوقع عبارة القاضي بنصها، ويقابلها بجوابها الذي يعادلها فرفع جناح رأسه وأتأر إلى القاضي بصره، وقال في لهجة صارمة: «وهل الذي أمامك أيها القاضي محام من الدرجة الثالثة تخاطبه بمثل هذا الكلام؟!»
وكانت درسا للقاضي المتغطرس نفعه بعد ذلك مع جناح ومع غيره من المحامين. •••
وقد تواتر على جناح بين جميع عارفيه أنه مدقق في مواعيده، يحسبها بالدقة ويرتبط بها مع صغار الناس ونكراتهم، كما يرتبط بها مع كبارهم وذوي الشهرة فيهم.
ولكنه خالف هذه العادة يوما على اضطرار، ودخل إلى الجلسة متأخرا عن موعدها؛ لأنه كان في انتظار المحامي الآخر الذي يشاركه في مرافعات القضية.
وإذا بالقاضي يغتنمها فرصة، وينطلق في درس عنيف يمليه على جناح في آداب المحافظة على المواعيد.
ويشاء القدر أن يكون المحامي الآخر ابن القاضي نفسه، وأن يكون هو علة التأخير الذي استوجب ذلك الدرس من القاضي الجليل.
ويدع جناح قاضيه الجليل يفرغ جعبته لتكون السخرية بعد ذلك أبلغ وأوقع، وينتهي القاضي من درسه فيسمع من جناح: «إن هذه الدروس لو ألقيت مبكرة في بيت القاضي لما سمعناها اليوم في قاعة الجلسة؛ لأن ابن حضرة القاضي هو الذي تأخر عن موعده، وهو الذي استحق هذا الدرس بعد الأوان.»
अज्ञात पृष्ठ