मुहम्मद अली जिन्ना
القائد الأعظم محمد علي جناح
शैलियों
كان معظم المتتبعين لمشكلات الهند يتخيلون مسألة الباكستان كأنها مسألة قلة تنشق عن الكثرة في وطنها، وكانوا يحكمون عليها كما تخيلوها فيخطئون غاية الخطأ، ولا يحسنون الاهتداء إلى رأي سديد في تلك المشكلات.
وتصحيح هذا الخطأ هو الخطوة الأولى التي لا بد منها قبل الاستقامة على الطريق السوي، فإذا صحح هذا الخطأ أول الأمر؛ فكل خطوة بعده واضحة لمن يريد أن يبصر بعينيه.
لم تكن الهند قط وطنا واحدا بأي معنى من معاني الوطنية، ولم يكن لها قط اسم واحد قبل دخولها في حوزة الدولة البريطانية، وإنما أطلق عليها هذا الاسم؛ لأنه أيسر من اختراع اسم جديد، وما كانت الهند قبل ذلك تطلق على غير نهر السند ثم واديه، وهو جزء من القارة الهندية كان يجهله كثير من سكانها المتفرقين في أرجائها الفساح.
بل لم تكن قط وحدة جغرافية في زمن من الأزمان؛ إذ كانت المواصلات فيها منقطعة أو متعذرة، فلم تكن أنهارها موصلة إلى جميع أجزائها، ولم تكن وسائل النقل فيها تقوى على وحول الأمطار في الشتاء، ولم تكن الحاجة إليها ماسة في غير الشتاء.
وليس سكانها من جنس واحد ولا هم يتكلمون لغة واحدة، فمنهم الآريون والسود، ومنهم قبائل من المستوحشين يبلغون نيفا وعشرين مليونا، ويرجح علماء الأجناس أنهم من أصول القبائل الأسترالية، وقد أحصى السير جريرسون
Grierson
اللغات واللهجات التي يتكلمها هؤلاء السكان الهنديون، فبلغت نحو مائتين وخمس وعشرين لغة ولهجة أكثرها لا يكتب بحروف.
والمشهور أن الطبقات في الهند أربع تشمل طائفة المنبوذين، وهم نحو ستين مليونا يحرمون على أنفسهم الاتصال بهم ، ولكن هذه الطوائف الأربع هي الطوائف الكبرى التي تتفرع على كل منها عشرات الطوائف، تنطوي كل منها على نفسها في مسائل العبادة والزواج والمعيشة، وتتعصب لتقاليدها تعصبا لا هوادة فيه، والراجح من كلمة الطائفة في الهند - وهي فارونا
Varuna - أنها فاصل بين أجناس تختلف بالدم والسلالة؛ لأن الكلمة تعني اللون، فهي تفصل بين أقوام متعددي الألوان، ومع هذا سرى نظام الانقسام الطائفي حتى شملت العزلة في كثير من الأحوال أبناء الحرفة الواحدة وأبناء الموقع الواحد، وبلغ من تقديس هذه الفوارق أن إشاعة عزم الإنجليز على إلغاء الحواجز بين الطبقات كانت من أسباب العصيان المشهور في سنة 1857.
التعصب الديني
अज्ञात पृष्ठ