وبعد أن فرغ من كلامه، نظر إلي فلاحت لي منه ابتسامه خلتها ألف فجر وفجر.
ثم تحول عني متغلغلا في قلب الغاب.
أما أنا فرجعت إلى المدينة، ووقفت بأبوابها أراقب العابرين بي، على نحو ما قال لي، وما أكثر الملوك الذين مرت أظلالهم فوقي، منذ ذلك اليوم حتى الساعة، وأقل الرعايا الذين مر فوقهم ظلي.
فلسفة الابتسامة
الامرأة كالغرفة، لا أقصد كل الغرف، بل تلك الغرفة الدافئة التي تستميل الإنسان حينما يدخل فيشعر برفاهيتها وموافقتها له، حتى ينسى كونه غريبا، وأنه ضيف يسمع كلمات التأهيل فيظن نفسه في بيته، هكذا الامرأة، إنها تبث ما حولها سحرا وبشاشة، فيسرع القوم في سكب عواطفهم أمامها.
لم يكتب أحد حتى الآن تاريخ الابتسامة، والسبب في ذلك أن النساء اللواتي يقدرن على كتابته لا يردن أن يكتبنه، بل يحافظن على كتمانه دفعا لإفشاء أسرار
1
جنسهم، أما الرجال فمن أين يستطيعون إدراك أسرار عميقة كهذه، فهم يجهلون تماما أسباب الابتسامة وأهميتها، كما يجهلون الأشياء المتعلقة بالنساء وحياتهن الجنسية الداخلية.
قد حادثت بنفسي كثيرا من مشاهير الأطباء الاختصاصيين في أمراض النساء والدارسين طبائع الجنس اللطيف، فكنت أظهر لهم تعجبي مما يعرفونه عن أسرار النساء، ولكني كنت أضحك في سري على جهلهم وقلة ما يعلمونه، إنهم يحسنون شق الجسوم للجراحة، كما يصنع الأطفال إذ يبترون
2
अज्ञात पृष्ठ