وقال الحافظ ابن كثير: وجمع أشياء كثيرة نافعة لم يسبق إلى مثلها ولا يدرك فيها، من ذلك كتاب "السنن الكبير" (١).
ولما كان هذا الكتاب بهذه المنزلة عند أهل العلم فقد أقبلوا عليه وانشغلوا به شرحًا وتعقيبًا وتهذيبًا وتلخيصًا.
فصنف الشيخ العلامة علاء الدين بن عثمان المعروف بابن التركماني الحنفي المتوفى سنة ٧٥٠ هـ عليه كتابًا سماه: "الجوهر النقي في الرد على البيهقي" في مجلد كبير وهو مطبوع بهامش النسخة الهندية المتداولة في عشر مجلدات، وقال في أوله: هذه فوائد علقتها على السنن الكبيرة للبيهقي أكثرها اعتراضات عليه ومناقشات ومباحثات معه.
وقام الشيخ الحافظ زين الدين قاسم بن قطلوبغا الحنفي أيضًا والمتوفى سنة ٨٧٩ هـ بتلخيص "الجوهر النقي" ورتبه على ترتيب حروف المعجم وبلغ فيه إلى حرف الميم، ثم وافاه الأجل المحتوم ولم يتمه (٢).
كما قام الحافظ شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري بعمل كتاب جمع فيه زوائد "السنن الكبير" على الكتب الستة وسماه: "دوائد المنتقي لزوائد البيهقي" وهو في ثلاث مجلدات (٣).
واختصره أيضًا الشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني المتوفى سنة ٩٧٤ هـ (٢) وكعادته في تلخيص أمهات الكتب في أغلب العلوم قام الحافظ الذهبي بتهذيبه واختصاره والتعليق على أحاديثه وعزو ما كان منها في الكتب الستة إلى مُخرجيها، فأحسن وأجاد وزاد من قيمته
_________
(١) البداية والنهاية (٨/ ٢٢٢، ٢٢٣).
(٢) انظر: كشف الظنون (٢/ ١٠٠٧) والرسالة المستطرفة (ص ٣٣، ٣٤).
(٣) وهو محفوظ في دار الكتب المصرية تحت رقم [٣٥٧ - حديث] والموجود منه المجلدان الثاني والثالث فقط وهو بخط المؤلف.
وذكره الحافظ ابن حجر في كتابه أنباء الغمر (٧/ ٢٣٤)، والسخاوي في الضوء اللامع (١/ ٢٥١) والسيوطي في تذكرة الحفاظ (٣٧٩) وفي طبقات الحفاظ (٥٥١) وابن العماد في شذرات الذهب (٧/ ٢٣٤) وغيرهم وأسموه: "زوائد السنن الكبير".
مقدمة / 7