114

मुहादरात उदबा

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

प्रकाशक

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٠ هـ

प्रकाशक स्थान

بيروت

وقالت مليكة بنت الحطيئة: يا أبت كنت ترغب عن القصار فصرت ترغب فيها، فقال: لأنها في الآذان أولج «١» وعلى الفكر أروج والنّاس إليها أحوج. وقيل لآخر مثل ذلك فقال: حسبك غرة لائحة وسمة واضحة. وقال آخر: إذا مدحتم فأقصروا وإذا هجوتم فأطيلوا فالشرّ لا يملّ. وقال الصاحب: إن عبّاد إذا أطال قصّر وإذا قصر لم يقصّر. اعتذار من أكدى «٢» في شعره أو نادرته قال عبد الملك لعديّ بن أرطاة: لم لا تقول الشعر؟ فقال: كيف أقوله وأنا لا أشرب ولا أطرب ولا أغضب. وقال الفرزدق: ربّما أتت عليّ ساعة وقلع ضرس أهون عليّ من قول بيت. وقال عبيد: حال الجريض «٣» دون القريض «٤»، واستأذن الغالبي على عبّاد فأذن له، فأنشده: لما أنخنا بالوزير ركابنا ... مستعصمين بجوده أعطانا من لم يزل للنّاس غيثا ممرعا ... متخرّقا في جوده «٥» ... وأنسي القافية. فجعل يردّد، فقال عبّاد: قل: كشجانا أو قرنانا وخلصّني فتذكّر وقال: في جوده معوانا. وتبع رجل جماعة من الشعراء دخلوا على سلطان فلما أنشدوه قال للرجل: ما عندك؟ قال: أنا من الغاوين. فقال: ما معنى ذلك؟ قال: قال الله تعالى: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ «٦» فأنا غاو تبعتهم، فضحك منه وأعطاه. اشتمال الشعر على نقاية ونفاية قال أبو عمرو بن العلاء: شعر بشّار سباطة الملوك فيها قطعة ذهب، وما شئت من رماد، والسباطة الكساحة، وأنشد بعضهم: يا عائب الشعر مهلا ... فعيبك الشعر عيب الشعر كالشّعر فيه ... مع الشّيبة شيب وقال بعضهم في وصف شاعر: ثوب بواف ومطرف بآلاف. وقال شدّاد الأعرابي: مثل الشعر مثل الإبل، فيها الكرام والخساس يسدّ بعضها خصاص بعض.

1 / 118