101

मुहादरात उदबा

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

प्रकाशक

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٠ هـ

प्रकाशक स्थान

بيروت

لبداهته. وقال الحجّاج: من لم يخف الجواب تكلّم، ومن خافه تبكّم. قال الشاعر: ما أحرّ الكلام يرحمك الله ... ولكنّ أحرّ منه الجواب إضجاع القسيّ، والاعتماد عليها في الخطاب وما جاء من الأجوبة الجيّدة فهي مذكورة في أمكنتها المختصّة بها. كانت العرب إذا اجتمعت للمناظرة والمفاخرة يضجعون قسيّهم ويعتمدون عليها. وقال الحطيئة في مرثية: أم من لخصم مضجعين قسيّهم ... ميل خدودهم عظام المفخر وقال: إذا اقتسم النّاس فضل الفخار ... أطلّنا على الأرض ميل العصا (٩) ومما جاء في وصف الشعر والشعراء الرخصة في نسج الشعر وإنشاده قال النبي ﷺ لحسان بن ثابت: أهجهم وروح القدس معك. وقد مدحه غيره شاعر فحباه وأجازه «١» . وكان أبو بكر وعمر ﵄ شاعرين وعليّ ﵁ أشعر منهما، ولما قال الجعديّ فيه ﷺ: بلغنا السما عن جدّنا وجدودنا ... وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا قال له النبي ﷺ: إلى أين؟ فقال: إلى الجنّة يا رسول الله قال ﷺ: لافضّ فوك. وروى أبو الغطريف الأسدي عن جدّه قال: عدنا رسول الله ﷺ في مرضه الذي مات فيه، فسمعته يقول: لا بأس بالشعر لمن أراد انتصافا من ظلم واستغناء من فقر، وشكرا على إحسان. وعاب بعض النّاس الشعر عند ابن عبّاس، وكان قد قام إلى الصلاة فقال: إن يصدق الطّير ننك لميسا ثم قال عقيبه: الله أكبر ودخل في الصلاة. وقال أبو بكر ﵁ كنت عند النبي ﷺ وشاعر عنده ينشده، فقلت له: أشعر وقرآن؟ فقال هذا مرّة وهذا مرّة.

1 / 105