165

मुग़रिब

المغرب في حلى المغرب

अन्वेषक

د. شوقي ضيف

प्रकाशक

دار المعارف

संस्करण संख्या

الثالثة

प्रकाशन वर्ष

١٩٥٥

प्रकाशक स्थान

القاهرة

واشتدت عَلَيْهِ الخلفة فوصل إِلَى مَدِينَة سَالم وأيقن بِالْمَوْتِ فَقَالَ إِن زمامي يشْتَمل على عشْرين ألف مرتزق مَا أصبح مِنْهُم أَسْوَأ حَالا مني فَأمر ابْنه عبد الْملك بالنفوذ إِلَى قرطبة بعد مَا أَكثر وَصيته وَأمره أَن يسْتَخْلف أَخَاهُ عبد الرَّحْمَن على الْعَسْكَر وَذكر ابْن حَيَّان أَن أَبَاهُ خلف بن حُسَيْن دخل على الْمَنْصُور حِينَئِذٍ وَهُوَ كالخيال وَأكْثر كَلَامه بِالْإِشَارَةِ وَمَات لَيْلَة الِاثْنَيْنِ لثلاث بَقينَ من رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمائة وَأوصى أَن يدْفن حَيْثُ يقبض فَدفن فِي قصره بِمَدِينَة سَالم واضطرب الموَالِي على ابْنه عبد الرَّحْمَن وَقَالُوا إِنَّمَا نَحن فِي حجر آل أبي عَامر الدَّهْر كُله وَكَانَ عَلَيْهِ فِي قرطبة من الْحزن يَوْم وُصُول الْعَسْكَر مَالا شَيْء فَوْقه وَكَانَ مِمَّا أوصى وَلَده عبد الْملك أَلا يلقى بِيَدِهِ إِلْقَاء الْأمة فينشب فِي حبس بني أُميَّة قَالَ فَإِن انقادت لَك الْأُمُور بالحضرة وَإِلَّا فانتبذ بِأَصْحَابِك وغلمانك إِلَى بعض الْأَطْرَاف الَّتِي حصنتها لَك وانتظر غدك إِن أنْكرت يَوْمك وَإِيَّاك أَن تضع يدك فِي يَد بني مَرْوَان فَإِنِّي أعرف ذَنبي لَهُم وَمن فرحة الْأَنْفس دَامَت دولته سِتا وَعشْرين سنة فِيهَا اثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ غَزْوَة وَمن المسهب أَنه اسْتَعَانَ أَولا بالمصحفي على الصقالبة ثمَّ بغالب على المصحفي ثمَّ بِجَعْفَر ممدوح ابْن هَانِئ على غَالب ثمَّ بِعَبْد الرَّحْمَن بن هَاشم التجِيبِي على جَعْفَر وَعدا بِنَفسِهِ على عبد الرَّحْمَن وَقَالَ للدهر هَل من مبارز وعَلى قَبره مَكْتُوب ... آثاره تنبيك عو أَوْصَافه ... حَتَّى كَأَنَّك بالعيان ترَاهُ ...

1 / 202