Mughni Dhawi al-Afham 'an al-Kutub al-Kathira fi al-Ahkam
مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام
संपादक
أبو محمد أشرف بن عبد المقصود
प्रकाशक
مكتبة دار طبرية ومكتبة أضواء السلف
प्रकाशक स्थान
الرياض
शैलियों
معنى ذوي الأفهام
عن الكتب الكثيرة في الأحكام
على مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل
تصنيف
الإمام العلامة جمال الدين يوسف بن الحسن بن عبد الهادي
الدمشقي الحنبلي المتوفى سنة ٩٠٩ هـ
اعتنى به
أبو محمد أشرف بن عبد المقصود
مكتبة طيبة مكتبة أضواء السلف
1
بسم الله الرحمن الرحيم
جَمِيع الحقوق محفوظَة
الطّبعَة الأولى
١٤١٦ هـ - ١٩٩٥م
مكتبة طيبة - الرياض - النسيم - أول شارع الأربعين التجاري بجوار بنده
ت : ٢٣٢١٠٤٥ - ص.ب ٩١٦٦٧ لصاحبها/ علي صنهات الحربي
الموزعون المعتمدون لمنشوراتنا
المملكة العربية السعودية: مؤسسة الجريسي.
الإمارات العربية المتحدة: مكتبة دبي للتوزيع - ت ٢١١٩٤٩.
قطر: مكتبة ابن القيم - ت ٨٦٣٥٣٣.
الكويت: دار إيلاف - ت ٤٧٧٧٥٥٩/٨.
مصر: دار السلام - القاهرة - ت ٢٧٤١٥٧٨.
باقي الدول: دار ابن حزم - بيروت - ت ٨٣١٣٣١.
2
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المعتني
الحمد لله نحمده ونستعينه ؛ ونستغفره ونؤمن به ؛ ونتوكل عليه ؛ ونثني عليه الخير بما هو أهله ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا . من يهده الله فلا مضل له ؛ ومن يضلل فلا هادي له .
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله أرسله بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا؛ وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا ؛ أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا ؛ فهدى به من الضلالة ؛ وعلم به من الجهالة ، وبصر به من العمى ؛ وأرشد به من الغي ؛ وفتح به آذانًا صما وأعينا عميًا وقلوبًا غلفًا ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا .
وبعد : فهذه طبعة جديدة من كتاب : مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام للعلامة جمال الدين يوسف بن عبد الهادي الحنبلي رحمه الله ، نقدمه للباحثين والدارسين وطلبة العلم ليَرَوا فيه صورةً صادقة لتفاني العلماء في خدمة الفقه الإسلامي وتبسيطه وتحريره ..
لقد خلَّف علماء الحنابلة تراثًا فقهيًا هائلًا ومصنفات كثيرة من متونٍ وشروحٍ وموسوعاتٍ ومختصراتٍ .. ، ولقد نقل العلامة يوسف بن عبد
(١) المدخل ص (٤٢٤ ).
3
الهادي عن شيخه عز الدين المصري أنه قال: ((ضبطت للخرقي ثلاثمائة شرح، وقد اطلعنا له على ما يقرب من عشرين شرحًا))(١) أهـ.
وبين أيدينا درةً ثمينة من كتب المذهب الحنبلي والتي حررت تحريرًا بالغ الدقة فيما يسمى بالفقه المقارن في ضوء المذاهب الأربعة مع الإشارة إلى الراجح في مذهب أحمد، والخلاف فيه أيضًا.
ولما كانت الحاجة لدى العلماء والباحثين ماسة لوجود هذا الكتاب بين أيديهم رأيت أن أقوم بالعناية به بعد أن بحثت عنه فلم يتيسر لي إلا مطبوعتين كان الاعتماد عليهما في إخراج الكتاب.
° وتتمثل عنايتي بالكتاب فيما يلي:
رقمت مسائله، وفصلتها، وضبطت ما احتاج إلى ضبط منها.
وضعت رموزه الفقهية في أعلى الصفحات تيسيرًا للقارئ حتى يتسنى له فهم عبارات المؤلف بسهولة.
علقت ببعض التعليقات اليسيرة جدًا على بعض عبارات المؤلف.
ترجمت للمؤلف بترجمة مختصرة من كتاب النعت الأكمل كما أشرت إلى بعضٍ من مؤلفاته الفقهية.
قدمت للكتاب بمقدمة بينت فيها أهميته، ومنهج المصنف فيه.
وأخيرًا أسأل الله تعالى أن يكتب ليَّ النفع بهذا الكتاب وسائر المسلمين وأن يمدنا بالحول والقوة إنه سميع مجيب.
الإسماعيلية في ١ محرم ١٤١٦ هـ أشرف عبد المقصود
4
مغنى ذوى الأفهام عن الكتب الكثيرة فى الأحكام
أهميته .. منهجه
أهميته وثناء العلماء عليه :
الناظر في هذا المؤلف النافع يرى فيه مادة فقهية دسمة للفقه المقارن في ضوء المذاهب الأربعة مع الإشارة إلى الراجح والخلاف في مذهب الإمام أحمد رحمه الله.
وقد أثنى على هذا الكتاب المبارك كثير من أهل العلم :
° يقول الكمال الغزي(١): ((وهو كتاب جليل احتوى على مهمات مسائل الدين في المذاهب الأربعة، وقد رأيت بخط مؤلفه صاحب الترجمة على ظهر هذا الكتاب هذين البيتين وهما:
هذا كتابٌ قد سَمَا في حَصْرِهِ
جمعَ العلومَ بلطفِهِ فبجمعِهِ
ولابن قاضي أذرعات مقرّظًا لهذا الكتاب المزبور:
يا كتاباً أزرى بكلِّ كتابٍ
(١) النعت الأكمل ص (٦٩).
5
زاد ربي منشيه عِلمًا وفضلًا
ثم لا زالَ سعدُهُ المحظوظُ )) إهـ
○ وقال ابن حميد النجدي: ((له تصانيف في غاية التحرير منها مغنى ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام مجلد في الفقه ويشير إلى الإجماع والوفاق والخلاف بنفس الألفاظ على طريقة مجمع البحرين، ودرر البحار للحنفية، بديع الوصف في ذكر الراجح عند أهل المذهب))(١)
وتتجلى أهمية هذا الكتاب الفقهي العظيم فيما اشتمل عليه من تحرير ودقة للأبواب الفقهية، وفيما حواه من مقدمة رائعة ذكر فيها أربعة أبواب:
باب ما يجب على الإنسان معرفته في أصول الديانات.
باب معرفة الإعراب.
باب قواعد أصول الفقه التي يعلم منها حاله.
باب ما يستعمل من الأدب.
وهي مقدمة جديرة بالاعتناء والشرح لما اشتملت عليه من فوائد عظيمة لا سيما الباب الأخير منها. إضافة إلى ما ختم به المؤلف كتابه بفصل في قواعد كلية يترتب عليها مسائل جزئية في أصول الفقه.
فجاء هذا الكتاب شاملاً جامعًا لكثير من العلوم الشرعية على وجه الاختصار في العقيدة وقواعد الإعراب وأصول الفقه وقواعده والآداب والوصايا والنصائح.. إلى جانب الأبواب الفقهية التي هي المحور الرئيسي الذي يدور عليه الكتاب.
(١) السحب الوابلة ص (٨٦).
6
منهج المؤلف فى كتابه :
بين المصنف رحمه الله في مقدمة كتابه منهجه في تصنيفه وأنه بناه على رموز فقهية رمز بها لمصطلحه في هذا الكتاب حيث يقول:
« فهذا مختصر في الفقه على مذهب الإمام الرَّبَّاني، والصِّديق الثَّاني أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني.
* جعلته عُمْدَة للطالب المبتدِي وكافيًا للمُنتهي.
* اْكتَفَيْتُ فِيهِ بِالقَولِ المختار.
* وأَشِيرُ إلى المسألة المجمع عليها بأن أجعل حُكْمها: «اسم فاعل» (ع) أو «مفعول» (ع).
* وما اتَّفقَ فيه الأئمة بـ «صيغة المضارع»، وربما وقعَ ذلك لنا فيما اتَّفق فيه أبو حنيفة والشافعي في بعض مسائل لم نعلم فيها مذهب الإمام مالك أَوْ له فيها أو في مَذهبه ثَمَّ قول غير المشهور.
* فإن كان لا خلاف عندنا في المسألة فبـ «الياء».
* وإن كان فيها خلاف عندنا فبـ «التاء».
* وَوِفَاق الشافعي فقط بـ «الهمزة»، وأيضًا: (وش).
* وأبي حنيفة فقط بـ «النون»، وأيضًا بـ «الحاء».
* وخلاف المذاهب الثلاثة بـ «صيغة الماضي».
* ولا أُكرّر فيه مسألة في علم واحد إلا لزيادة فائدة، ولا يمتنع تكرارها في عِلْمَين تكرار ما في علمه فائدة؛ لأنَّ كل علم تجري فيه على أصلهِ فربما اختلف حُكْمها في العِلْمَين، وربما اتَّفقَ)) إهـ
7
○ وقال الفقيه المفتي عبد الله بن علي بن حميد المكي في الكلام على كتابنا ((مغني ذوي الأفهام)) ومنهج مؤلفه فيه: ((يشير للإجماع والخلاف بنفس الألفاظ؛ قاعدته في أبيات، وهي:
نونُ المضارع: نُعمانُ، وهمزتُه
شروحه:
١- شرح للمصنف نفسه. شرع في شرحه وبلغ مائة وعشرين مجلدًا، ولو كمل لبلغ ثلاثمائة جلد(٤).
٢- شرح للشيخ عبد المحسن بن ناصر آل عبيكان سماه: ((غاية المرام شرح مغني ذوي الأفهام)) وصل فيه إلى نهاية كتاب الطهارة في مجلدين ولم يقم بشرح المقدمة، وهو شرح مليء بالمباحث الفقهية المتنوعة، والفوائد المتكاثرة.
(١) في السحب (الثلاث).
(٢) في السحب (خطر).
(٣)، (٤) الدر المنضد في أسماء كتب مذهب الإمام أحمد ص (٥٣).
8
* والكتاب يحتاج إلى شرح تحل فيه عبارات المؤلف ورموزه والإشارة إلى مواطن الإجماع والخلاف في مصادرها.
الطبعات السابقة للكتاب:
١- طبع لأول مرة بتصحيح وتعليق فضيلة الشيخ عبد الله بن عمر بن دهيش على نفقة الإفتاء عام ١٣٨٨ هـ بمطابع شركة المدينة للطباعة والنشر بجدة مع بعض التعليقات، وقد حذفت الرموز الفقهية في هذه الطبعة. ثم في نهايتها شرح للقواعد الفقهية التي في آخر الكتاب لعالم لم يذكر اسمه. وهذه النسخة مليئة بالأخطاء والسقط مما جعله يرفق جدولا بالتصويبات في حوالي ١٢ صفحة.
٢- ثم طبع للمرة الثانية بمطبعة السنة المحمدية بتحقيق عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ عام ١٣٩١ هـ مع الرموز الفقهية. وذكر الشيخ عبد العزيز بن محمد آل الشيخ في مقدمته للكتاب أن الأصل الذي صدرت عنه هذه الطبعة مقابل ومصحح على نسختين خطيتين في كل واحدة زيادات ليست في الأخرى، وأنه أبقى على الرموز التي وضعها المؤلف كما هي في الأصل.
وعلى هذه الطبعة اعتمدنا في إخراج هذا الكتاب سائلين الله تعالى أن يوفقنا للحصول على نسخ خطية في الطبعات القادمة والله الموفق.
○○○○
9
10
ترجمة المصنف
قال الشيخ محمد كمال الدين بن محمد الغزي الغامري في كتابه النعت الأكمل لأصحاب الإمام أحمد(٥):
الجمال يوسف بن عبد الهادي الشهير بـ ابن المبرد
○ يوسف بن حسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر بن فتح بن حذيفة بن محمد بن يعقوب بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن محمد بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
○ الإمام جمال الدين أبو المحاسن بن القاضي بدر الدين أبي عبد الله ابن المسند شهاب الدين أبي العباس القرشي العدوي المقدسي الأصل الدمشقي الصالحي الشهير بـ ابن المبرد بفتح الميم وسكون الباء الموحدة(١)، وهو
(*) النعت الأكمل ص (٦٧ - ٧٢). وراجع ترجمته أيضًا في المصادر التالية:
الضوء اللامع، للسخاوي (١٠ / ٣٠٨). الكواكب السائرة، للغَزِّي (١ / ٣١٦).
شذرات الذهب، لابن العماد الحنبلي (١٠ / ٦٢). فهرس الفهارس، للكتاني ص (٧٤). الأعلام، للزركلي (٨ / ٢٢٥ - ٢٢٦). معجم المؤلفين (١٣ / ٢٨٩ - ٢٩٠). وقد كتب في حياته ومصنفاته عدد من الباحثين منهم: د. محمد أسعد طلس في صدر كتابه: ثمار المقاصد في ذكر المساجد، د. عبد الرحمن العثيمين في صدر كتابه: الجوهر المنضد، د. رضوان مختار بن غريبة في صدر كتابه: الدُّر النقي في شرح ألفاظ الخرقي، والأستاذ صلاح الخيمي في مجلة معهد المخطوطات العربية في الكويت، المجلد السادس والعشرون الجزء الثاني ص (٧٧٥ - ٨١١)، والأستاذ محمد خالد الخرسة في صدر كتابه: نجوم المسا =
11
لقب جده أحمد لقبه بذلك عمه ، قيل لقوَّته ، وقيل لخشونة يده .
○ هو الشيخ الإمام العالم العلامة الهمام ، نخبة المحدثين ، عمدة الحفاظ المسندين ، بقية السّلف ، قدوة الخلف ، كان جبلًا من جبال العلم وفردًا من أفراد العالم ، عديم النظير في التحرير والتقرير ، آية عظمى وحجة من حجج الإسلام الكبرى ، بحر لا يلحق له قرار ، وبرّ لا يُشَقُّ له غبار ، أعجوبة عصره في الفنون ، ونادرة دهره الذي لم تسمح بمثله السُّنون ، أفرده تلميذه المحدث شمس الدين بن طولون بالترجمة في مجلد حافل سمَّاه الهادي إلى ترجمة يوسف بن عبد الهادي لم يتيسر لي إلى الآن الوقوف عليه .
○ مولده في غرة محرم سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بدمشق .
○ وقرأ القرآن العظيم على الشيخ أحمد المصري الحنبلي وجماعة ، ثم على الشيخ محمد والشيخ عمر العسكريين ، والشيخ زين الدين الحبال ، وصَلَّى بالقرآن ثلاث مرات ، وأخذ العلم عن مشايخ كثيرة جدًا ، وقد جمعهم في معجمين كبير وصغير، فقرأ المقنع على الشيخ تقي الدين الجراعي والشيخ تقي الدين بن قندس والقاضي علاء الدين المرداوي ، وحضر دروس خلائق لا يكادون يحصون كثرة منهم القاضي برهان الدين بن مفلح والشيخ برهان الدين الزرعي .
= تكشف معاني الرسا للصالحات من النسا)) المطبوع بدمشق عام ١٤١١ هـ ، والأخ الفاضل جاسم بن سليمان الفهيد الدوسري في صدر كتابه: القواعد الكلية والضوابط الفقهية وغيرهم .
12
○ وأخذ الحديث عن خلائق من أصحاب ابن حجر العسقلاني، وابن العراقي وابن البالسي، والجمال ابن الحرستاني، والصلاح ابن أبي عمر، وابن ناصر الدين محدث دمشق، وأجاز له من مصر شيخ الإسلام قاضي القضاة أبو الفضل بن حجر العسقلاني المتقدم ذكره، والتقي الشمني، والشهاب الحجازي، والبرهان البعلي، وأبو عبد الله بن فَهْد، والشيخ قاسم بن قطلوبغا المصري، والجمال ابن ناظر الصاحبة وغيرهم.
○ وكان إماما علاّمة يغلب عليه علم الحديث والفقه، وله يد في غيرهما كالتفسير والتصوف والنحو والتصريف والمعاني والبيان وغير ذلك من أنواع العلوم، ثم أخذ في قراءة العلوم وإقرائها حتى حظي بالشيء الكثير ودرس وأفتى. وأجمعت الأمة على تقدمه وإمامته، وأطبقت الأئمة على فضله وجلالته.
○ وله من التصانيف ما يزيد على أربعمائة مصنف، وغالبها في علم الحديث والسنن...)) أهـ. ثم ذكر له ما يقرب من تسعين مؤلفًا.
****
وقال الشيخ جميل الشطي في: ((مختصر طبقات الحنابلة))(*): ((وغالب مؤلفاته أجزاء، وكان كثير الكتابة، سريع القلم، وقلّ من يحسن قراءة خطه لاشتباكه وعدم إعجامه، وقد أوقف جميع كتبه على المدرسة العمرية وهي يومئذ آلاف مؤلفة، وصنَّف لها فهرسًا.
(١) يأتي الكلام على مصنفاته الفقهية والمطبوعة ص (١٣).
(*) مختصر طبقات الحنابلة للشطي ص (٧٤).
13
وبالجملة : فقد كان إمامًا جليلًا عالماً نبيلاً ، أفنى عمره بين علم وعبادة وتصنيف وإفادة .
وكانت وفاته : يوم الإثنين سادس عشر المحرم سنة تسع وتسعمائة ، ودفن بسفح قاسيون ، وكانت جنازته حافلة . رحمه الله رحمة واسعة )) إهـ .
○○○○
14
فصل
في ذكر مصنفاته الفقهية
تقدم كلام الكمال الغزي: (( وله من التصانيف ما يزيد على أربعمائة مصنف ، وغالبها في علم الحديث والسنن))(١).
وقال ابن طولون: ((وأقبل على التصنيف في عدة فنون حتى بلغت أسماؤها مجلدًا رتبها على حروف المعجم)). ثم قال: ((وأكثر من تخريج الأربعينات حتى قال لي في وقت: إنها بلغت أربعمائة))(٢).
وقد أُخذ على هذه المؤلفات المتنوعة الكثير من الأوهام والهنات :
قال النُّعيمي: ((وقد صنف كثيرًا من غير تحرير)) أهـ .
فتعقبه ابن حميد النجدي قائلًا : قلت : بل له تصانيف في غاية التحرير ، منها : ( مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام ) مجلد في الفقه ، ويشير إلى الإجماع والوفاق والخلاف بنفس الألفاظ على طريقة مجمع البحرين ودرر البحار للحنفية ، بديع الوصف في ذكر الراجح ، عند أهل المذهب))(٣).
يقول الأخ الفاضل جاسم الدوسري: (( والحق أن تصانيف ابن عبد الهادي تتفاوت في درجة تحريرها وإتقانها ، فمنها ما هو محرر كالمغني ،
(١) النعت الأكمل ص ( ٦٩ ).
(٢) السحب الوابلة ص ( ٤٨٨ ).
(٣) السحب الوابلة ص ( ٤٨٧ )
15
والدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي، ومنها ما يمثل مُسَوَّدة كتاب بحاجة إلى التنقيح والتصحيح والتحرير، وهذا هو الغالب على مصنفاته(١).
○ ومن مصنفاته الفقهية:
مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام. وهو كتابنا هذا وتقدم الكلام عليه مفصلاً.
جمع الجوامع: قال ابن حميد المكي: ((جمع فيه الكتب الكبار الجامعة لأشتات المسائل كالمغني والشرح الكبير والفروع وغيرها))(٢).
الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي: مطبوع بتحقيق د. رضوان بن غربية سنة ١٤١١ هـ.
كتاب القواعد الكلية والضوابط الفقهية: مطبوع بتحقيق جاسم بن سليمان الدوسري بدار البشائر الإسلامية ١٤١٥ هـ.
الحسبة: طبع في مجلة المشرق سنة ١٩٣٧ م.
الاختيار في بيع العقار: منه نسخة بالظاهرية رقم (٢٣٤٩).
إلى غير ذلك من المصنفات الفقهية(٣)...
○○○○
من مقدمته لتحقيق ((كتاب القواعد الكلية والضوابط الفقهية)) ليوسف بن عبد الهادي.
راجع: الدر المنضَّد في أسماء كتب مذهب الإمام أحمد للعلامة عبد الله بن علي بن حميد المكي، والتعليق عليه للدوسري ص (٥٣).
راجع: في الكلام على مصنفاته المخطوطة والمطبوعة مقدمة تحقيق كتابه ((ثمار المقاصد في ذكر المساجد)) للأستاذ محمد أسعد طلس، وللأستاذ صلاح الخيمي مقال له بمجلة معهد المخطوطات العربية في الكويت ص (٧٥٥ - ٨١١) بعنوان (جمال الدين يوسف بن عبد الهادي: حياته وآثاره المخطوطة والمطبوعة).
16
مغنى ذوى الأفهام
17
18
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة المصنف
○ قال الشيخ الإمام العالم العلامة أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن حسن بن عبد الهادي المقدسي العدوي الحنبلي رحمه الله ورضي عنه:
الحمد لله الذي جعل العلم شرف الوجود ومصباحه، وزين به كل مخلوق وجعل فيه صلاحه، أحمده حمد عبد وضح له الحق فاتبع إيضاحه، وأشكره شكر من انشرح للشكر صدره فحقق انشراحه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة عبد حقق التوحيد فدخل الساحة، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله وحبيبه وخليله، المتصف بالسماحة.
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي المروءة والفصاحة، وسلم تسليمًا. وبعد:
○ فهذا مختصر في الفقه على مذهب الإمام الرباني، والصديق الثاني أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني.
○ جعلته عمدة للطالب المبتدي وكافيًا للمنتهي.
○ اكتفيت فيه بالقول المختار.
○ وأشير إلى المسألة المجمع عليها بأن أجعل محكمها: ((اسم فاعل)) (ع) أو ((مفعول)) (ع).
○ وما اتفق فيه الأئمة بـ ((صيغة المضارع))، وربما وقع ذلك لنا فيما اتفق فيه
19
أبو حنيفة والشافعي في بعض مسائل لم نعلم فيها مذهب الإمام مالك ، أَوْ له فيها أو في مَذهبه ثَمَّ قول غير المشهور .
○ فإن كان لا خلاف عندنا في المسألة فبـ ((الياء)).
○ وإن كان فيها خلاف عندنا فبـ ((التاء)).
○ وَوِفَاق الشافعي فقط بـ ((الهمزة))، وأيضًا: ( وش).
○ وأبي حنيفة فقط بـ ((النون))، وأيضًا بـ ((الحاء)).
○ وخلاف المذاهب الثلاثة بـ ((صيغة الماضي)).
○ ولا أُكرّر فيه مسألة في علم واحد إلا لزيادة فائدة ، ولا يمتنع تكرارها في عِلْمَين تكرار ما في علمه فائدة ؛ لأنَّ كل علم تجري فيه على أصلهِ ، فربما اختلف حُكْمِها في العِلْمَين ، وربما اتَّفقَ .
والله أسأل: أَنْ يَنفعني بِهِ، ومَنْ قَرَأَ فِيه أوْ نَظَرَ، وَأَنْ يَجْعله خالصًا لوجهه الكريم ، وهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الوَكِيل .
○○○○
20