मुफ्रदात
مفردات ألفاظ القرآن
अन्वेषक
صفوان عدنان الداودي
प्रकाशक
دار القلم
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤١٢ هـ
प्रकाशक स्थान
الدار الشامية - دمشق بيروت
٦٨]، تنبيها أنّ الصّبر التّامّ إنّما يقع بعد إحاطة العلم بالشيء، وذلك صعب إلّا بفيض إلهيّ.
وقوله ﷿: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ [يونس/ ٢٢]، فذلك إحاطة بالقدرة، وكذلك قوله ﷿: وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها [الفتح/ ٢١]، وعلى ذلك قوله:
إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ [هود/ ٨٤] .
حيف
الحَيْفُ: الميل في الحكم والجنوح إلى أحد الجانبين، قال الله تعالى: أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
[النور/ ٥٠]، أي: يخافون أن يجور في حكمه. ويقال تَحَيَّفْتُ الشيء أخذته من جوانبه «١» .
حاق
قوله تعالى: وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ
[هود/ ٨] . قال ﷿: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ
[فاطر/ ٤٣]، أي: لا ينزل ولا يصيب، قيل: وأصله حقّ فقلب، نحو: زلّ وزال، وقد قرئ: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ [البقرة/ ٣٦]، وأزالهما «٢» وعلى هذا: ذمّه وذامه.
حول
أصل الحَوْل تغيّر الشيء وانفصاله عن غيره، وباعتبار التّغيّر قيل: حَالَ الشيء يَحُولُ حُؤُولًا، واستحال: تهيّأ لأن يحول، وباعتبار الانفصال قيل: حَالَ بيني وبينك كذا، وقوله تعالى:
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ [الأنفال/ ٢٤]، فإشارة إلى ما قيل في وصفه: (يا مقلّب القلوب والأبصار) «٣»، وهو أن يلقي في قلب الإنسان ما يصرفه عن مراده لحكمة تقتضي ذلك، وقيل: على ذلك وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ
[سبأ/ ٥٤]، وقال بعضهم في قوله:
يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ [الأنفال/ ٢٤]، هو أن يهلكه، أو يردّه إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا «٤»، وحَوَّلْتُ الشيء فَتَحَوَّلَ:
غيّرته، إمّا بالذات، وإمّا بالحكم والقول، ومنه:
أَحَلْتُ على فلان بالدّين. وقولك: حوّلت الكتاب هو أن تنقل صورة ما فيه إلى غيره من غير إزالة الصّورة الأولى، وفي المثل «٥»: لو كان ذا حيلة لتحوّل، وقوله ﷿: لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا
[الكهف/ ١٠٨]، أي: تحوّلا.
والحَوْلُ: السّنة، اعتبارا بانقلابها ودوران الشّمس في مطالعها ومغاربها، قال الله تعالى:
(١) انظر: المجمل ١/ ٢٥٩.
(٢) وبها قرأ حمزة. انظر: الإتحاف ١٣٤.
(٣) الحديث عن أنس قال: كان النبيّ ﷺ يكثر أن يقول: يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك. أخرجه أحمد ٣/ ١١٢.
(٤) انظر غرائب التفسير وعجائب التأويل ١/ ٤٣٨.
(٥) الأمثال لأبي عبيد ص ٣٣٧، ومجمع الأمثال ٢/ ١٧٥.
1 / 266