143

मुफ्रदात

مفردات ألفاظ القرآن‌

अन्वेषक

صفوان عدنان الداودي

प्रकाशक

دار القلم

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤١٢ هـ

प्रकाशक स्थान

الدار الشامية - دمشق بيروت

وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة/ ١٩٥]، قيل تقديره: لا تلقوا أيديكم، والصحيح أنّ معناه: لا تلقوا أنفسكم بأيديكم إلى التهلكة «١»، إلا أنه حذف المفعول استغناء عنه وقصدا إلى العموم، فإنه لا يجوز إلقاء أنفسهم ولا إلقاء غيرهم بأيديهم إلى التهلكة. وقال بعضهم: الباء بمعنى (من) في قوله: عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ [المطففين/ ٢٨]، عَيْنًا يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ «٢» [الإنسان/ ٦]، والوجه ألا يصرف ذلك عمّا عليه، وأن العين هاهنا إشارة إلى المكان الذي ينبع منه الماء لا إلى الماء بعينه، نحو: نزلت بعين، فصار كقولك: مكانا يشرب به، وعلى هذا قوله تعالى: فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ [آل عمران/ ١٨٨] أي: بموضع الفوز. والله تعالى أعلم. تمّ كتاب الباء

(١) انظر: مغني اللبيب ص ١٤٨. (٢) وجعل الباء بمعنى «من» للتبعيض أثبته الأصمعي والفارسي والقتبي وابن مالك والكوفيون. راجع: مغني اللبيب ص ١٤٢.

1 / 161