मुफ़ाकहा खिल्लान
مفاكهة الخلان في حوادث الزمان
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
प्रकाशक स्थान
بيروت - لبنان
العيد احتفالًا عظيمًا، حتى أحضر حلل الحلوانية وغيرهم للطعامات، وأطعم بعض الفقراء وغالب عسكره.
وفي يوم اللثلاثاء تاسعه عزم الخنكار على هدم ما حوالي القلعة الدمشقية، وسور البلد، من البيوت والدكاكين، كما فعل بحلب، وقال للمعلم أحمد بن العطار: اذهب فانظر ما فيها من الأملاك والأوقاف، فقومها حتى ندفع إلى ملاكها ثمنها وتستبدل عوض الأوقاف؛ فذهب قومها، ثم جاء فرأى ذلك يساوي مالًا كثيرًا وبقال إن التقويم كان بمائة وخمسين ألف دينار فرجع عن ذلك، وقال: أنا ما جيت إلا أعمر، وما جيت أخرب.
وحينئذ رفع له قصة بالشكوى الدفتردار النازل في بيت المحبي ناظر الجيش، بسبب تعرضه إلى القرى، فعزله، وجعل أمر إقطاع الأمراء ونائب الشام إلى حسين باشاه، فطلب مباشري هؤلاء إلى بابه، وأمرهم بمباشرة ما كانوا فيه عند الأمراء والنائب.
وفيه عرض عليه ثوب الكعبة، مع طرازه المكتتب عليه اسمه واسم آبائه، وثوب المحمل، وقد عمله من قماش كفاوي، والصنجق.
وفيه عين لبيت المقدس وغزه وما حواليها، من عساكره الرومية، عشرة آلاف، للتوجه إلى تلك الأماكن ليمسكوها، خوفًا من أن يسبق إليها العسكر المصري، ويقطعوا على جماعته المعينين للتوجه إلى مكة المشرفة صحبة الثوب المذكور والحاج.
وفيه قبض على يونس العادلي وسلمه إلى البواب، وقيل إنه إذا سلم إليه شخصًا أتلفه؛ ويقال إن سبب ذلك أنه علم بعبد الكريم بن الجيعان، أحد المباشرين بمصر، أنه كان مختفيًا بدمشق، ثم سافر منها إلى القاهرة، ولم يطلعه على ذلك، وهذه البهدلة حصلت ليونس عقيب مجيئه من بلاد ابن ساعد، ثم أطلق قريبًا كما سيأتي.
وفي يوم الأربعاء عاشره وقع بين الأروام وبعض الشافعية، بسبب تقدم الشافعية على إمام الحنفية أمين الدين بن شيخنا البرهاني بن عون، بسبب تقدمه إمامهم البرهاني بن الإخنائي في الصلاة قبله في محراب الحنفية بالجامع الأموي؛ ثم منعت الأروام من صلاة الشافعية في المحراب المذكور، ونقلوا البرهاني المذكور إلى محراب المقصورة، وألزمت مباشري الجامع بعمل سدة تجاه محراب الحنفية، وعينت له مؤذنين، جوقا، كما يقع في مقصورة الشافعية بعد أن هددوهم بإخراجهم منه، ووضع الحنفية فيها، وما منع ذلك إلا خوف الفتنة؛ ثم عوضوا عن السدة بدكة جيء بها من عند القاضي خير الدين المالكي، كان يجلس عليها شهوده؛ وفي
1 / 345